للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[طرق إثبات التوحيد عند أهل السنة والجماعة]

ويثبت التوحيد عند أهل السنة بثلاث طرق: الفطرة, وآيات الله الكونية, وآيات الله الشرعية.

أما الفطرة: فالله فطر الناس على التوحيد, فكل مولود يولد على الإسلام, وكل مولود يقع رأسه على الأرض من بطن أمه إنما يقع على لا إله إلا الله, قال تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [الروم:٣٠] فالإنسان أخذ الله عليه الميثاق؛ أن يكون موحداً مسلماً مؤمناً؛ فيسقط من بطن أمه على هذا التوحيد.

ولدتك أمك يابن آدم باكياً والناس حولك يضحكون سرورا

فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسرورا

فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه, فيبدأ الشرك بعد الميلاد, وتبدأ الدراسات الشركية والتأثير الوثني على الإنسان وهو في الأصل موحد بعد أن تأتي به أمه.

وسوف أستعرض -إن شاء الله- معكم آيات القرآن عن التوحيد، بخلاف التبويب الذي يسلكه بعض المؤلفين، لنرى كيف عرض القرآن التوحيد.

الطريق الثاني من عرض التوحيد: طريق الآيات الكونية.

وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد

السموات الأرض الجبال الوهاد الماء الهواء الضياء كلها تدل على الله, وتشهد أن لا إله إلا الله, وتلقنك درساً من دروس العقيدة التي لا تنساها، قال تعالى: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} [الغاشية:١٧ - ٢٠] ما لهم لا ينظرون؟!

وما لهم لا يؤمنون؟! وما لهم لا يتدبرون؟!

كل الكائنات تدل على الله, والله جعلها دليلاً أصلياً في القرآن، وسوف أستعرضها معكم.

الطريق الثالث: طريق الآيات الشرعية في القرآن الكريم، فيعرض سُبحَانَهُ وَتَعَالَى التوحيد في القرآن، بل القرآن كله توحيد, حتى القصص والأمثال والأحكام تختم بالتوحيد أو تبدأ بالتوحيد.

وإنما طرقت هذا الموضوع وقد يقول قائل: أتتحدث عن التوحيد وليس أمامك إلا موحد؟!

فأقول: إن غبش التصورات في العالم الإسلامي أوجب على الداعية والمتكلم وطالب العلم أن يكرر هذا الموضوع وأن يوضحه للناس.

<<  <  ج:
ص:  >  >>