للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حب النبي وتقديمه على كل أحد]

إذاً من صفات أولياء الله: حبهم العظيم للرسول عليه الصلاة والسلام فلا يرضون إماماً غيره.

وأنا أحذر نفسي وإياكم، خاصة طلبة العلم والدعاة، أن يغالوا في بعض الأشخاص من المنظرين وممن لهم زعامات أن يجعلوا في مكانة الرسول عليه الصلاة والسلام وفي صدارته فذلك خطأ وغلو والله تعالى يقول: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النساء:١٧١].

يا إخوتي في الله محمد عليه الصلاة والسلام معصوم، وما رضي الله إلا هو ليكون لنا قدوة، بعض الناس يذكر بعض الأشخاص أكثر من ذكر المصطفى عليه الصلاة والسلام.

إذاً من صفات الأولياء أنهم يقتدون بالرسول عليه الصلاة والسلام، خالف ذلك أهل البدعة فاقتدوا بأئمتهم كـ الجعد بن درهم والجهم بن صفوان وأذنابهم وأمثالهم من الفجرة.

وخالف في ذلك غلاة الصوفية فاعتقدوا بمشايخهم وجعلوهم أئمة.

وخالف في ذلك متعصبة المتفقهة من أهل المذاهب الغالية فقدم بعضهم أقوال الأئمة، كأقوال أبي حنيفة أحياناً، وأقوال مالك أو الشافعي أو أحمد أحياناً أخرى على قول الرسول صلى الله عليه وسلم!! وتوسط أهل السنة فجعلوا إمامهم رسول الهدى صلى الله عليه وسلم.

إذاً فليحفظ هذا المبدأ: إن القدوة لـ أهل السنة وأولياء الله محمد عليه الصلاة والسلام في كل شيء، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [الأحزاب:٢١] فإنني أطالب نفسي وإياكم بالاقتداء به، في المعتقد والحال، والفعال والأقوال، ولا نجعل بيننا وبين الله في التبليغ واسطة إلا محمداً، وأما في الدعاء والاستغاثة والخوف والرجاء، فلا نجعل بيننا وبين الله واسطة أبداً.

<<  <  ج:
ص:  >  >>