للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[استصغار الذنوب]

السبب العاشر: استصغار الذنوب، إن استصغار الذنوب من علامة الفتنة والعياذ بالله! ذنوب كالجبال وتُستصغر، ولذلك تجد بعض الناس إذا حدثته عن ذنب، قال: هذا سهل وبسيط تحدثني عن هذا، وهل هذه قضيتنا؟ الأمر أسهل مما تتصور، والله غفور رحيم، وتجد أهل المعصية آمن الناس من الله، وأهل الطاعة أخوف الناس من الله.

يقول الحسن البصري عن النفاق: [[ما خافه إلا مؤمن، ولا أمنه إلا منافق]] كيف هذا؟

أي: لا يخاف من المعاصي والنفاق إلا المؤمنون، وأما الفجرة فهم يأمنون من النفاق حتى يزكي أحدهم نفسه.

الآن تارك الصلاة -مثلاً- تعال وقل له -والعياذ بالله-: فاسق، مع العلم أنه كافر، لأن من يترك الصلاة ليس فاسقاً فحسب عند أهل السنة والجماعة بل هو كافر خارج من الملة، وأفتى أهل العلم أنه لا يصلى عليه إذا مات، ولا يكفن، ولا يغسل، ولا يدفن في مقابر المسلمين، وأن زوجته تخرج من عصمته ولو لم يطلقها، ولا يجوز لها أن تبقى معه ما دام يترك الصلاة.

هو كافر ومع ذلك إذا قلت له: يا فاسق، ذابحك وقاتلك، ثم إذا ذكرت له تقصيره، قال: لا.

أنا والحمد لله لست مقصراً، ونحن في بلاد إسلامية، وأنت لو خرجت إلى بلاد الكفر، رأيت العجب العجاب نحن بخير، يعني: ما بقي إلا نحن لم نخلع الثياب، وهذا استصغار الذنوب والخطايا، حتى يوجد في بعض البلدان أنه ليس لك أن تتكلم -وهو صحيح هذا- يعني -مثلاً-: إذا ذهبت إلى بعض البلدان التي لا يصلون فيها هل لك أن تتكلم في حلق اللحى، أو في تقصير الثياب؟

هذه مسائلهم أصبحت وعمت وطمت، حتى المسائل التي تتحدث عنها عن الإيمان، بعض الشعوب العربية دخلت فيها الماركسية الكفر والإلحاد والاستهزاء بدين الله، بعض الجيوش العربية كانت تأخذ المصاحف وتمزقها بالأحذية وهو كتاب الله عز وجل، وقرأت في بعض المذكرات أن أحد المجرمين الكبار الملاحدة وهو عربي يقول لأحد الدعاة: اذهبوا به إلى الزنزانة، قال هذا الداعية: يا رب إني مغلوب فانتصر، قال: ربك لو نزل حبسته معك في الزنزانة، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص:١ - ٤] هذا استصغار الذنوب ومجاهرة الله عز وجل بالخطايا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>