للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[السبب الأول: التضرع إلى الله عز وجل وصدق الدعاء]

{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الذاريات:٥٠] والفرار لا يكون إلا إليه بالتوبة النصوح وبالاستغفار دائماً وأبداً.

حدثنا بعض كبار السن من الجنوب يقول: أتتنا سنة قحط حتى ما بقي لا سمينة، ولا خضراء، ولا زهر، ولا شيء، قال: فخرجنا يوماً من الأيام بالدواب نتضرع إلى الله عز وجل، قال: والله الذي لا إله إلا هو لم نعد من المصلى إلا والسيل يطم الأودية، بسبب أنهم تضرعوا وصدقوا مع الله، لكن نحن الآن صلينا صلاة الاستسقاء، ولا نيئس من روح الله، صلينا مرات كثيرة، لكنا خرجنا مقصرين مذنبين وخرجنا نلبس اللباس الجميل، والرسول صلى الله عليه وسلم خرج متبذلاً متضرعاً متمسكناً، خرجنا بالسيارات الفاخرة كأننا في يوم عيد، وخرجنا نتضاحك في المصلى، والرسول صلى الله عليه وسلم خرج مستغفراً داعياً متبتلاً إلى الله، وخرجنا وكثير منا أمواله في البنوك الربوية، وكثير كان يستمع الأغاني الماجنة، والكثير ربما ما صلى الفجر في المسجد تلك اللحظة، والكثير عق والديه وهجر والدته، أو أساء، فما كان لصلاة الاستسقاء أثر فكان الحال هو هو لم يتغير، ونحن نرجو من الله أن يغير الحال إلى الأحسن، وأن يردنا إليه رداً جميلاً، ولا نيئس من روحه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.

يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:٤٣] ويقول عز من قائل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:١٨٦].

أنا أذكر لكم فكاهة وقعت في بعض الأماكن: أناس يعرفون من صلاة الاستسقاء -حدثنا بعض الدعاة بهذا من حديث هذه القبيلة- يعرفون من صلاة الاستسقاء أنهم إذا استسقوا الله عز وجل أنه ينزل الغيث بإذن الله، لكنهم ليس فيهم إمام، وليس فيهم طالب علم لا يعرف أحد كيف يصلي بهم، فخرجوا بعد القحط فجلسوا في الصحراء في وادٍ من الأودية، وقالوا: يا ربنا نسألك أن تسقينا ظمئنا يا رب وانقطعت المياه ومواشينا، يعني: عرضوا الشكوى على الله عز وجل، وقالوا: والله الذي لا إله إلا هو لو كنت مكاننا وكنا مكانك لم نرض لك هذا الحال، ثم أخرجوا غترهم، قال: فأخذوا غترهم من على رءوسهم، قالوا: هذا بين يديك يا رب، أن تسقينا، قالوا: والله لقد نزل الغيث ذاك اليوم، وهذا برحمة الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، فأخذهم الله بنياتهم تبارك وتعالى لأنهم صدقوا مع الله {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ} [النمل:٦٢] ويقول تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:١٨٦].

<<  <  ج:
ص:  >  >>