للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[مباهاة الله بعباده الذين اجتمعوا على محبته]

نعم أيها الأجلة يا حفظة الإسلام يا أيتها الأمة الخالدة التي تكرر في اجتماعها لتعلن توحيدها! الناس يجتمعون للطرب وللهو, وأنتم الآن وبعد الآن وقبل الآن تجتمعون لذكر الواحد الأحد.

أما الله فقد باهى بكم هذه الليلة ملائكته, يعرف موقعكم ويعلم مكانكم سبحانه حيث قال: {لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة:١٨] وقال: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام:٥٩] ويعلم أين اجتمعتم, ولماذا اجتمعتم؟ فيباهي بكم الملائكة يقول: {انظروا لعبادي اجتمعوا على ذكري وحبي.

أشهدكم أني غفرت لهم} فغفرانك اللهم ورحمتك يا رب العالمين.

ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا مني لعفوك سلما

تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما

<<  <  ج:
ص:  >  >>