للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[زهدهم في الدنيا وإعراضهم عنها]

أما زهدهم في الدنيا وإعراضهم عنها: فمن يعرف الدنيا ويذوقها ويستمرئها فإنه سوف يعرف أنها لا تساوي شيئاً، وأشرف ما تطلبُه في الحياة أن تنقذ نفسك من النار: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران:١٨٥].

قيل لأحد العلماء: " كيف عرفت الدنيا؟ قال: دلني العلم على الزهد فيها ".

وفي حديث اختلف أهل العلم فيه، بعضهم يصححه، وبعضهم يضعفه، وأرى أنه حسن: {ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس} والناس اليوم قد زهدوا في ما عند الله.

وقد صحَّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {الدنيا ملعونة ملعون ما فيها، إلاَّ ذكر الله وما والاه، أو عالم، أو متعلم} سكنوا القصور، وعمروا الدور، وتوسعوا في البساتين والحدائق، لكنها بلا إيمان لا تساوي شيئاً، أما الصالحون من العلماء والعباد والزهاد فرأوا أن طريق الجنة بالزهد في الدنيا لأن الله يقول: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود:١٦] {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [الحديد:٢٠].

<<  <  ج:
ص:  >  >>