للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الخطاب الدعوي]

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن سار على منهجه إلى يوم الدين.

عنوان هذه المحاضرة: قالوا وقلنا، وقبل أن أبدأ في تفاصيلها وبعض مسائلها أنبه على مسألة خطيرة:

إن من أسباب عظمة هذا الدين أنه يخاطب كافة طبقات الناس، يخاطب الأغنياء والفقراء؛ والسادة والعبيد؛ والرجال والنساء؛ والكبار والصغار.

إن محمداً عليه الصلاة والسلام بعثه الله إلى الرجل ليخاطبه، وليكلمه، وليفهمه، وليقوده إلى الجنة، وبعثه الله إلى المرأة ليوعيها ويفهمها ويكرمها، ويقودها إلى الجنة.

وأنا أعرف أن بيننا شيوخاً كباراً, شابت رءوسهم في طاعة الله، واحدودبت ظهورهم في مرضاة الله، واقتربوا من الرحيل وهم يشهدون أن لا إله إلا الله، ومعنا في هذا المجلس أطفال رضعوا لا إله إلا الله، وشبوا على منهج الله، وارتضوا الله رباً، ومحمداً نبياً، والإسلام ديناً، ومعنا في هذا المكان نساء طاهرات عفيفات مؤمنات مصليات، كن داعيات وما زلن؛ حافظات للغيب بما حفظ الله.

ونفهم من ذلك عظمة الإسلام، وعظمة محمد عليه الصلاة والسلام.

-بأبي هو وأمي- خاطب الملوك ودعاهم إلى الله فاستجابوا له، وأتى إلى الأطفال وحملهم وهو يصلي، وقام بأدبهم، وأذن في آذانهم، الرجل الذي عاش مع المرأة أباً وأخاً وزوجاً وشفيقاً حميماً بقريباته صلى الله عليه وسلم، ومعلماً للأجنبيات، علمهن الحجاب والأدب، وغض البصر والكرامة، وتربية الأطفال، والدعوة إلى الله.

أعلن حقوق المرأة في عرفات فسمعه العالم، وأنصتت له الإنسانية صلى الله عليه وسلم.

هذه أطروحة بين يدي هذه المحاضرة، ولعله من الطريف أن يجدد الداعية أسلوبه؛ لأن الباطل يجدد سلاحه، والله يقول: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال:٦٠] فإذا أنشد الباطل قصيدة فحق لنا أن نرد عليه بقصيدة، وإذا نشر في صحيفة فواجب أن ندمغه في صحيفة، وإذا تناول الإسلام على منبر فواجبنا علينا أن نهدده على منبر، وإذا قاتلنا بالسلاح قاتلناه بالسلاح.

إن بني عمك فيهم رماح

<<  <  ج:
ص:  >  >>