للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أعز مكان وخير جليس]

قالوا: ما هو أعز مكان، وأحسن جليس؟ يتولى الإجابة أبو الطيب المتنبي شاعر العربية، يقول:

أعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب

يقول: أعز مكان في الدنيا ظهر الفرس إذا قاتلت به في سبيل الله، وقبل الإسلام كان يتمنى الإنسان إذا مات أن يموت على ظهر الفرس، أتى عامر بن الطفيل أحد شجعان العرب في الجاهلية وعظماء العرب، أتى هو وأربد بن قيس يريدون اغتيال الرسول عليه الصلاة والسلام، فحماه الله منهم، فلما ولى عامر بن الطفيل، قال صلى الله عليه وسلم: {اللهم اكفنيهم بما شئت} فدخل عامر هذا في بيت عجوز سلولية, فأصابه الله بغدة، فأصبحت الغدة كالثدي في نحره، فعرف أنه الموت، فأخذ سيفه وصعد على ظهر الفرس، وقال: غدة كغدة البعير في بيت امرأة سلولية، لا أموت إلا على الفرس، ونقول: مت على الفرس، أو تحت الفرس أو في بطن الفرس فأنت عدو لله.

إنما الشاهد أنهم يرون أن أعز مكان سرج الفرس، وخير جليس في الزمان كتاب الله.

<<  <  ج:
ص:  >  >>