للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[التجمل ليوم الجمعة وللناس]

في هذا الحديث مسائل:

التجمل للجمعة لإقراره صلى الله عليه وسلم لـ عمر بن الخطاب، فإنه قال: لتلبسها للجمعة؛ فأقره وما أنكر عليه وما قال: ولم الجمعة؟ فعلم أن المعهود -كما يقول الخطابي - أن يتجملوا للجمعة.

المسألة الثانية: إظهار التجمل للناس، وللوفود، وفي المناسبات فإن عمر رضي الله عنه قال: يا رسول الله تلبسها للجمعة وللوفود.

فالتجمل للناس مطلوب، ولذلك جاء في البيهقي بسند حسن أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى أثر نعمته عليه} ومن حسن الطالع أن يتجمل المؤمن، وأن يظهر الجمال في ملبسه ومظهره أمام الناس؛ ليظهر نعمة الله، ويظهر قوة الإسلام وروعته وبهاءه، فإن التكبر شيء والتجمل شيء آخر.

والتجمل لا يدخل فيه الكبر إلا لمن أراد به الكبر؛ فقد جاء في صحيح مسلم عن ابن مسعود: {أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسن -أي: أهو من الكبر؟ - قال صلى الله عليه وسلم: ليس من الكبر؛ الكبر بطر الحق وغمط الناس} بطر الحق: أي رده ودحضه، وغمط الناس: ازدراؤهم واحتقارهم.

وقال صلى الله عليه وسلم: {إن الله جميل يحب الجمال} وهذه من الصفات التي وردت لله عز وجل، وقد ذكرها صلى الله عليه وسلم.

وجاء في الترمذي: {إن الله نظيف يحب النظافة} وفي هذا الحديث كلام، لكن تهيب بعض أهل السنة من إطلاق هذا اللفظ، والحديث وارد.

فيستحب إظهار التجمل للناس، يقول ابن القيم: المذموم في اللباس لباس الشهرتين، أن يلبس الإنسان لباساً شهيراً من الجودة والفخامة حتى يلحقه بالملوك، أو يلبس لباساً وضيعاً يلحقه بالشحاذين.

وخير الأمور أوسطها، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} [البقرة:١٤٣] وفي حديث في الترمذي: {خير الأمور أوساطها} لكنه ضعيف كما نص عليه الأرناؤوط في تحقيقه لـ جامع الأصول.

وهنا

السؤال

هل إطالة الثوب إلى ما تحت الكعب من التجمل ليوم الجمعة، أم هو من القبح؟

الجواب

يعتبر هذا من القبح يوم الجمعة وغير يوم الجمعة، وليس من التجمل، بل إنه من التهتك في دين الله، وهو خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه ما أسفل من الكعب فهو في النار، وليس فيه شيء من الجمال؛ فإن الجمال في السنة أن يظهر الإنسان بمظهر محمد صلى الله عليه وسلم، فما هناك أجمل منه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>