للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[خوف عبد الغني المقدسي من الله عز وجل]

يقول صاحب طبقات الحنابلة في ترجمة عبد الغني المقدسي المحدث الكبير الشهير، صاحب كتاب الكمال في أسماء الرجال الذي ما أُلف في علم الرجال مثله قال: " أُثِر عنه أنه سُجِن وسُجِن معه كافر يعبد الشمس، فقام عبد الغني المقدسي في الليل - وكان من عادته أنه لا ينام في الليل - قام يتوضأ ويصلي ركعتين فإذا جفَّ وضوءُه عاد إلى الوضوء مرة ثانية، ويقرأ ويبكي حتى الصباح، وهذا الرجل الكافر ينظر إلى هذا المشهد، وينظر إلى هذا العالِم الزاهد الكبير، وهو يصلي ويبكي حتى قرب الفجر، فلما أصبح الصباح ذهب هذا الكافر الذي يعبد الشمس إلى المسئول عن سجنه، وقال: أطلقني فإني آمنت بالله وشهدت أن محمداً رسول الله، قال: ولماذا؟ قال: والله لقد مرت عليَّ ليلة ما مرت عليَّ ليلة في حياتي مثلها، لقد تصورت أن القيامة قامت لما رأيت هذا الرجل يصلي ويبكي.

فنحن كنا ندعو الناس بأعمالنا قبل أقوالنا، وبزهدنا وبتقوانا وباتصالنا بالله عز وجل؛ فأثمرت جهودُنا، وأثمر علماؤنا الثمرة الطيبة الخيِّرة في الأمة، وربوا الأجيال، ولذلك كان الخوف دائماً أعظم المنازل عند أهل العلم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>