للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الكنى الفاسدة وحكم التكني بها]

السؤال

ما رأيكم في بعض الشباب الذين يكنون بكنى فاسدة مثل: أبو عذاب، أبو غريب، أبو عشق؟

الجواب

أنا لم أسمع بهذا، ولكن قد يحدث هذا في بعض الأماكن، وهذا من قلة الرشد، بعض الناس يأتي بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، وفي الدنيا آلاف الأسماء، وفي الدنيا غنية عن هذه الأسماء، فيتعب نفسه ويضيق على نفسه بهذه الأسماء، حتى أن بعضهم يسمى بأسماء ليس لها معان، أنا سمعت أحد الدعاة والخطباء يقول: سألت ولداً وقلت: ما اسمك؟ قال: اسمي أنو، فيقول الخطيب: أنو هذه ليست كلمة عربية ولا فرنسية ولا إنجليزية، فبعض الأسماء ليس لها طائل، وكأننا ألجئنا الآن إلى أسماء جديدة بدأت تفد إلينا، وهذا نحذر منه؛ لنبقى على الصبغة الإسلامية، وعندنا من الأسماء الكثيرة، أسماء الشجعان والأبطال والأعلام والواجهات الحضارية ما يكفينا عن هذه الأسماء، كل من في اسمه تعبيد فلنتكن به، أبو عبد الرحمن، أبو عبد الله، أبو عبد السلام، أبو حمزة، أبو الزبير، أبو طلحة، أبو علي، أبو عمر، إلى غير ذلك من الأسماء التي هي من أروع الأسماء وأحسنها.

وهذا ينهون عنه وليس فيه تحريم فيما أعرف، لكن غيره أحسن منه وأولى؛ لأن في الاسم اشتقاق من المسمى.

ولذلك بعض الناس يُساء في أسمائهم فيخرجوا هكذا، وليست كل تسمية واردة أو فيها خير، وليس كل تسمية احترازاً للرجل، فالله كنى أبا لهب في القرآن وهو كنار تلظى، ويقول الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى لموسى لما أرسله إلى فرعون: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:٤٤] قال علي بن أبي طالب كما في تفسير ابن كثير: معناه كنياه، أي: نادياه بالكنية، قال سفيان الثوري -وهذا عند ابن كثير -: كانت كنية فرعون أبو مرة، وهذا معروف.

<<  <  ج:
ص:  >  >>