للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أكاذيب الأقدمين كالرافضة حول أبي بكر وعمر]

ومنهم من قال: بيعة أبي بكر الصديق فلتة ولم تكن في موضعها، وإنما كانت مداجاة ومصانعة، وتقول بعض الطوائف من المبتدعة: إن البيعة كانت لـ علي، لكن الصحابة اغتصبوها من علي، فجهلوا كل الصحابة إلا ستة، وقالوا: الخلافة لـ علي بوصاية من جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم لكن الصحابة خانوا، وخونوا جبريل، وخونوا الرسول صلى الله عليه وسلم، وخونوا الأمة.

منها: أن عمر رضي الله عنه عزل خالداً في قضايا نسبوها لـ خالد وهذا ليس بصحيح، وتهالكوا في ذلك تهالكاً عجيباً.

قالوا من ضمنها: إن خالداً تزوج امرأة وهي في عدتها وقد كذبوا، وقالوا: لأن خالداً يحب السيطرة، وقالوا: لأن عمر خاف على كرسيه من خالد، هل عند عمر وخالد كراسي، هل المسألة عندهم مسألة (امسك لي اقطع لك)؟!

هؤلاء جاءوا من الصحراء ليرفعوا (لا إله إلا الله) في الكرة الأرضية، هذا جيل اختارهم الله عزوجل، على سمع وبصر لمصاحبة رسوله عليه الصلاة والسلام، هذا جيل آخر غسل الله أدرانهم وطهر قلوبهم وزكاهم من فوق سبع سماوات.

عمر لا يعرف مداجاة ومؤاخذة، ولا يخاف على كرسيه من خالد، عمر كان يبكي على المنبر ويقول للمسلمين: [[خذوا بيعتكم لا أريدها]]؛ لأنه تعذب في الخلافة جاع وظمئ وأتته مشقة، وكان يبكي دائماً ويقول: [[يا ليت أم عمر لم تلد عمر]].

ذكر ابن الجوزي في " المناقب " أن عمر قال للناس: أشيروا علي من ترون أن نولي على العراق، -فأراد أحدهم أن يجامل الخليفة أمير المؤمنين، فقال: أرى أن تولي ابنك عبد الله على العراق.

قال: كذبت يا عدو الله! قاتلك الله، والله ما أردت بذلك وجه الله.

أي: عبد الله شاب في الثلاثين من عمره مع علمه أن عثمان موجود وعلي بن أبي طالب أحد العشرة موجود، وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص.

وبالفعل ما أراد بذلك وجه الله لأن في المسلمين من هو أكفأ وهذا أمر معلوم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>