للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سماع الأغاني]

السؤال

ما هي نصيحة فضيلة الشيخ لسامعي الأغاني؟

الجواب

سامع الأغاني أوصيه وأوصي نفسي وكل مسلم أن يتقي الله عز وجل، وأن يأخذ من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم مواعظ ترده عن استماع هذا اللغو وهذا اللهو، الذي يشتت القلوب ويبعدها عن باريها، ويقسيها عن الموعظة، وليتذكر تلك الحفرة القبر الموحش يوم يقدم على الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، ويعلم أنه لا زاد إلا العمل الصالح، ولا مؤنس إلا العبادة، ولا أنيس إلا في ما قدم من خير، فليتق الله في نفسه، وليحفظ الله في أذنيه، فوالله ليسألن عن أذنيه وعن عينيه وعن كل جارحة، فاتق الله يا عبد الله، ولا تضيع قلبك بالغناء، فما وقعت فاحشة ولا جريمة إلا بسبب هذا الصوت المجرم الآثم، وما ضيع كثير من شباب الإسلام ومن فتيان الدعوة إلا بسبب هذا الغناء الذي انتشر في أوساطنا، فحبب الزنا، وحبب الفحش والإثم إلى كثير من القلوب، بل هو أسرع إلى الجريمة من الخمر إلى العقول، وسمَّاه ابن القيم: بريد الزنا، وقال عمر بن عبد العزيز لأبنائه: إياكم واستماع الغناء فإنه يشغل عن ذكر الله.

وورد في حديث ابن مسعود: [[إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت البقل من المطر]] وبعض المحدثين يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصح عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري أنه قال كما جاء من حديث أبي مالك الأشعري: {ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحِر والحرير والخمر والمعازف} فاستحلال المعازف بعد تحريمها.

فالله الله في أن يتقي المسلم ربه، وأن يحاسب نفسه، وأن يعد لذلك اللقاء {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:٨٨ - ٨٩].

<<  <  ج:
ص:  >  >>