للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أحوال المسلمين والتضحية في سبيل الله]

ماذا فعلنا للإسلام أيها الإخوة الأبرار؟!

أيها الجيل الذاهب التائب إلى الله ماذا فعلنا مع الإسلام؟! لا قمنا الليل ولا داومنا على ذلك.

ونريد أن نكون صُرحاء في هذه الجلسة؛ لأن أمامي أساتذة، ودعاة، وطلبة علم، وجيلاً صادقاً واعداً إن شاء الله.

لم نسكب دماءنا في سبيل الله، ولا وقفنا في الجبهات، ولا أنفقنا أموالنا، ولا قضينا أوقاتنا في تربية الناس، وفي تربية العوام وتفهيمهم وتوعيتهم، ماذا فعلنا؟!

نصلي الصلوات الخمس والخشوع في وادٍ ونحن في واد، وشهوةٌ ولهوٌ ولغوٌ، وأكلنا وشربنا ورقصنا ولعبنا ومزحنا وضحكنا أكثر بكثير من هذه الأمور، فاتقوا الله يا عباد الله في أنفسكم.

أما أتى خبيب بن عدي يذبح في ذات الله عز وجل فرفع إلى المشنقة -مشنقة الموت- فأخذ يترنم؟! من الذي ينشد وهو يذبح، هل من أحد ينشد وهو يذبح! إلا الذي أصبح قلبه كبيراً.

فقال له أبو سفيان: أيسرك أن يكون محمد مكانك وأنت في أهلك ومالك؟ فقال خبيب: لا والله! والله ما أريد أن تصيبه شوكة وأني في أهلي ومالي، فلما رفعوه أرسلوا السيوف عليه، قال: {اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً} ثم أخذ ينشد نشيد الموت:

ولست أبالي حين أُقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أجزاء شلو ممزع

حنظلة كان في الليل عروساً لزوجته في يومهم الأول، فسمع لا إله إلا الله تدوي في الخافقين، فالزحف الكافر يريد احتلال المدينة، وأبو سفيان والمشركون قدموا إلى أحد، فاخترط سيفه وخرج وعليه جنابة وهو شاب، وقال وهو ينظر إلى السماء: [[اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى]] نعم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى، فقتل وأشاح صلى الله عليه وسلم بوجهه: {فقالوا: مالك يارسول الله؟ قال: رأيت الملائكة تغسل حنظلة بين السماء والأرض في صحاف الذهب بماء المزن، ماذا فعل؟ فسألوا أهله قالوا: كان جنباً}.

أي أمة هذه الأمة؟! وأي جيل هذا الجيل؟!

تنظيم الوقت -يا أيها الإخوة كما أسلفت- أن تعيش منظماً لا تعيش سبهللاً، وأن يكون لك في كل وقت ورد، وأحسن ما ينظم به الوقت أن يكون تنظيم وقتك مع الصلوات، قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً} [النساء:١٠٣].

<<  <  ج:
ص:  >  >>