للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[صيام القلب عن العجب]

وذلك بألَّا تعجبه نفسه أو علمه أو ثقافته أو شهادته.

يا أيها الإخوة! هذه الشهادات مهما علت -والله- لا تساوي قيمة الأحذية إذا لم تكن متوجة بالإيمان، والله ليس لها وزن في الدنيا ولا في الآخرة، والله إنها لعنة على صاحبها إذا لم تدله على الإيمان، والمسجد والقرآن، والسجود وخشية الله

ألا بلغ الله الحمى من يريده وبلغ أكناف الحمى من يريدها

وكذلك المناصب ليست بشيء، أعظم منصب في الدنيا تولاه فرعون، قال: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ} [الزخرف:٥١] ويقول: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص:٣٨] مات كالضفدع في البحر، أصبح في اللحظات والسكرات الأخيرة يقول: {آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس:٩٠] أين منصبك؟ أين وظيفتك؟ أين جاهك؟ لا شيء، فلينتبه لهذا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>