للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[كيفية الاستفادة من العطلة الصيفية]

السؤال

ماذا نفعل في العطلة الصيفية؟

الجواب

تجعلها جزءاً من حياتك، وأنت مسئول عنها يوم القيامة، وتنظم لنفسك برنامجاً في أول هذه العطلة، وتجعل لنفسك خطة لا بد أن تنهيها، ولا بد أن تنفذها قبل أن تنتهي العطلة الصيفية.

مثلاً: أنا أقترح اقتراحاً وكثير ممن يسأل هذه الأسئلة، من أهل المتوسط، ويدخل فيهم الابتدائي، والثانوي، والجامعة، ومن يأتي من المثقفين والإخوة من كافة الأعمال والوظائف والمؤسسات والإدارات والشركات والمصانع، كلهم على هذه المستويات الثلاث.

فأنا أقترح -مثلاً- في العطلة الصيفية -وهي شهران أو أكثر أو أقل- لأهل المتوسط ومنهم الابتدائي: أن يقرءوا فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ويقسمون الكتاب على هذه العطلة بفهم ومساءلة ومناقشة، مع حفظ جزئين من القرآن.

وأقترح على أهل الثانوي: أن يقرءوا في العطلة: كتاب (معارج القبول) للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي، أن يقرءوه بتمهل، طيلة العطلة، مع حفظ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم.

وأقترح على أهل الجامعة، ومن في منزلتهم: قراءة: (شرح الطحاوية) وهو معتقد أهل السنة والجماعة، في هذه العطلة، بفهم وتدبر ومناقشة، مع حفظ أربعة أجزاء من القرآن.

ثم وزع هذه طيلة الأيام، خذ العطلة من أولها إلى آخرها، وقسمها أياماً، وقسم الكتاب والأجزاء عليها، واجعل لك حصة يومية، ثم شارك في المخيمات والمراكز الصيفية، واحضر الدروس؛ لكن هذا برنامج ثانوي بالنسبة لك، يسمى: رأس مال، وأما المكسب: فهو ما يأتي من الدروس والحلقات والمحاضرات.

لا نشكو من قلة الوقت، اسمحوا لي أن أقول: إنا لا زلنا بدائيين في مسألة النظام، غلبنا الكافر بتنظيم الحياة، الأمم الأخرى أمم مبرمجة، تعمل ببرنامج، وتنتج ببرنامج، وتدرس ببرنامج.

وأنا أسألكم بالله: أما تلاحظون -مثلاً- الأوربيين والأمريكان في قاعات المطارات، وفي صالات الانتظار، وفي الطائرات، وفي الناقلات، وفي الحافلات، أما تجدون الواحد منهم إذا ركب يخرج كتاباً ويقرأ؟ هذا أمر ظاهر، أصبح ظاهرة مستقرة؛ لكن نحن العرب لا تجد منا من يقرأ، الواحد منا وهو راكب يعدِّد السيارات، الرائحة والآتية، وإذا جلس في المطار ينظر إلى الحقائب التي تدخل بالسلم في الكمبيوتر، فيلمحُها ويوصِّلُها ويأخذ الثانية ويوصِّلُها، والثالثة ويوصِّلُها، حتى أنه لا يصعد الطائرة إلا ورقبته قد أصبحت كأنها ليست منه، وتجد الواحد إذا جلس على الرصيف يعدد الناس، يتعرَّف على النازل والطالع، والخارج والداخل، والإشارات متى تُنَوِّر ومتى تنطفئ، لسنا أمة قارئة، ولا أمة منتجة، لا نقدم للعالم شيئاً، نشكو حالنا إلى الله، وإذا قرأ الكثير منا، فـ (٩٩.

٩%) يقرءون جرائد أو مجلات، وقراءتها جائزة، وهي لا تنقض الوضوء! لكن تقرأ بقدر الحاجة، لكن أين من يقرأ القرآن، وكتب أهل العلم؟

هذا الذي نريد أن نقوله لكم.

وفي ختام هذه المحاضرة أشكركم شكراً جزيلاً.

وأسأل الله عز وجل لنا ولكم التوفيق والهداية، وأن يجمعنا بكم في دار الكرامة.

وصلَّى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.

<<  <  ج:
ص:  >  >>