للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[ضرورة البصيرة بخطط الأعداء والمنافقين]

الحمد لله القائل: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْأِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة:٢٠٤ - ٢٠٦].

والصلاة والسلام على رسول الله القائل: {افترقت النصارى على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت اليهود على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاثٍ وسبعين فرقة، كُلها في النار، إلا فرقةٌ واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كانت على ما كنتُ عليه أنا وأصحابي} وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أمَّا بَعْد:

أيها الناس! فإن الله امتنّ على رسوله صلى الله عليه وسلم حيث بين له سبيل المجرمين، ومخططات الملحدين، وأسس عقائد المنحرفين ليتجنبها صلى الله عليه وسلم، فقال عز من قائل: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام:٥٥].

أي: نخبرك بهم، ونفصل لك أخبارهم، لتستبين لك طريقهم لتكون على وضوح، ولذلك يقول عمر رضي الله عنه وأرضاه: [[من لم يعرف الجاهلية لم يعرف الإسلام]] والله يقول في بعض الفرق المنحرفة الضالة:

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * ٦٠٠٠٠١٦>فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [البقرة:٨ - ١٠].

وهؤلاء أمثال الرافضة الذين تستروا بستار الإسلام، وادعوا لا إله إلا الله، ودخلوا في مظلة المسلمين، ولكنهم يخادعون الله، ويخادعون الذين آمنوا، في قلوبهم مرض الفتنة والبغي والظلم والولوغ في الدم على مر التاريخ، ويقول الله في شأن من هذا شأنه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [البقرة:٢٠٤].

يتكلم بالإسلام، ويدافع علانيةً عن الإسلام، لكنه في الخفاء يطعن في الإسلام!! ويكيد لأهل الإسلام ولحملته: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} [البقرة:٢٠٤] قيل: يقول: الله شهيد على ما أنوي، أو يشهد الله على ما في قلبه من الخبث، والخداع، والدسيسة والنفاق: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا} [البقرة:٢٠٥].

تصدر التدمير والإبادة، والنصب والقتل، والاعتداء والهمجية: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة:٢٠٥] وإذا قيل له: اتقِ الله، خف الله، راقب الله؛ أخذته العزة بالإثم، وادعى أن الصواب عنده، وأن الحق بيده، وأنه مصيب، قال الله عز من قائل: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْأِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة:٢٠٦] فتكفيهم النار مصيراً ومثوى.

وكان لزاماً على المسلم بهذه المناسبة، وبالأحداث الأخيرة لا تزلفاً، ولا تقرباً من أحد، ولكن تقرباً من الله الحي القيوم أن ينصح للمسلمين، وأن يبين مبادئ هؤلاء المجرمين، وأن يفضح خططهم، وأن يبين مقاصدهم، وأن يعرض للناس شيئاً من أفكارهم، ليكونوا على بصيرة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>