للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تنوع تخصصات الصحابة]

والرسول عليه الصلاة والسلام كانت لديه الاستعدادات الدعوية، فكان يوظف المؤهلين والمتخصصين في وظائفهم، فـ أبو بكر رجل الخلافة بعد موته صلى الله عليه وسلم، لأنه يجيد إدارة الأمة، وتصريف الأمور، وعمر رجل الحزم والمواقف الجادة، وعثمان رجل السكينة والحياء، وعلي رجل المنبر والكلمة النافذة في الأجيال، الصانعة للقلوب، وابن مسعود رجل الدعوة، والسريان في الناس وتخريج الأجيال، وابن عباس رجل القرآن، يستخرج كنوزه ودرره، وزيد بن ثابت فرضي، وخالد بن الوليد ضارب الأعناق في سبيل الله، وسعد بن أبي وقاص الذي حطم إيوان كسرى وزلزل امبراطورية الظلمة الخونة، أعداء الله في الأرض، قد علم كل أناس مشربهم، {أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} [الرعد:١٧] فمن كان واديه علم، فليصل بالعلم إلى طاعة الله، ومن كان واديه عبادة، فليصل بعبادته إلى الله، ومن كان عنده مهنة أو تجارة، فليخدم بتجارته شريعة الله، ومن كان عنده أدب وفن وخطابة، فليخدم بأدبه دعوة الله، ومن كان جندياً فليحمل راية الله، ومن كان فلاحاً فليتق الله في زراعته وليرفع من مستواه عند الله، فالمراد منا أن نكون عبيداً لله، وما عندنا رجال دين، ورجال آخرون لا يشتغلون بالدين، الذي لا يشتغل بالدين يشتغل بالباطل، وبالسخف، وباللهو، وباللعب، يقول عز من قائل: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام:١٢٢].

<<  <  ج:
ص:  >  >>