للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حقائق الصوفية]

السؤال

أخ من السودان يذكر في رسالته أني هاجمت الصوفية في رسائلي، وعيرتهم بالفقر، ويقول: الفقر ليس بعار، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فقراء، فلماذا تعيرهم بالفقر؟

الجواب

الأمر الأول: ما قاله الأخ أطلب منه أن يتثبت فيما قلته أنا، والأشرطة موجودة.

الأمر الثاني: إذا تنازعنا في أمر فإننا مأمورون أن نرده إلى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، إلى الكتاب والسنة، لا نرده إلى منظمة، ولا إلى كيان، ولا إلى بشر، ولا إلى عقول وأفكار، بل نرده إلى الكتاب والسنة.

الأمر الثالث: نقدت في الصوفية جوانب خالفت منهج الرسول عليه الصلاة والسلام؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد} فمنهم من كان يذهب إلى المقبرة ليستشفي بدعاء هؤلاء، وقد بين أهل العلم أن هذا هو عين الشرك، ومنهم من قال أشعاراً شركية، وهي مثبتة معي في كتب الصوفية وفي طرقهم، وقد ذكرت نماذج منها.

ومنهم من وقف عند روضة الرسول عليه الصلاة والسلام -كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - سواء في السودان، أو الجزيرة، أو الشام أو العراق، أو أي مكان؛ لأن البلاد لله عز وجل، إنما نحكم على أفكار الناس بحسب الشرع، قال: فوقف أحدهم عند القبة يقول:

يا رسول الله يا من ذكره في نهار الحشر رمزاً ومقاما

فأقلني عثرتي يا سيدي في اقتحام الذنب في سبعين عاما

ومما يفعلونه: الأدعية الغير مأثورة التي يقولونها، وكذلك العبادات التي ليست من الشرع، كأن يحتجب أحدهم أربعين ليلة لا يخرج إلى الناس، أو يجوع نفسه ليلاً ونهاراً، ولا يغتسل ولا يتنظف، ولا يراعي خصال الفطرة.

أما قوله: أني عيرتهم بالفقر! فلا والله، فإن الفقر شرف لأهله، وقد عاش النبي صلى الله عليه وسلم فترة من حياته فقيراً، والذي قاله الأخ أقحمه في الكلام، فعليه أن يعود إلى الشريط ويسمعه، وأبين له أن عليه أن يقرأ مذهب أهل السنة والجماعة وأن يرد ما يقول وما أقول إلى الشرع الحنيف، وسوف أدله على بعض الكتب في ذلك، منها:

المجلد العاشر والحادي عشر من فتاوى شيخ الإسلام وكتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، ومعارج القبول للشيخ حافظ حكمي والطحاوية للشيخ الطحاوي وزاد المعاد في هدي خير العباد لـ ابن القيم أقدم له هذه الكتب ليقرأها ولينظر هل هم مصيبون أم أنهم مخطئون.

ويقول أيضاً: ويزعم أننا ندعي أننا أهل العقيدة الصحيحة وغيرنا ضلال.

من قال هذا؟ من الذي تبجح منا وقال: إننا أهل الحق وغيرنا أهل الباطل؟

بل نحن نقول: إننا إن شاء الله على الحق، وغيرنا إن شاء الله فهم من هو على الحق، ومنهم من ضل، أما قضية أننا نختص بالحق ونحوزه لنا فقط، فما قال ذلك أحد، وما سمعت عالماً ولا داعية ممن يوثق بكلامه يقول: إنه محق وغيره مبطل، فليتأكد الأخ من الكلام، ويتأكد مما قال، ونسأل الله عز وجل أن يتوب علينا وعلى جميع المسلمين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>