للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أحوال الناس في مسيرهم إلى الله]

هل اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآيات؟ لا والذي رفع السماء بلا عمد، بل وقف يوم نزل عليه قول الله: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:٢١٤] فنادى، وعمَّ وخصَّ، وقال: {يا بني كعب! أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة! أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد شمس! أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف! أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب! أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم! أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة بنت محمد! أنقذي نفسك من النار، لا أغني عنكم من الله شيئاً، لا يغني أحد عن أحد}.

فغدا البعض بعد هذا وانقسموا إلى قسمين، غدا البعض منهم لإعتاق نفسه من النار؛ فهو الفائز، وغدا البعض الآخر ليوبق نفسه، ويهلك نفسه، فهو الخاسر.

وكل يغدو، فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها، وهذا هو عنوان المحاضرة.

انظر من أي الفريقين أنت؟ وصنف نفسك مع أي الصنفين تكون، وانظر أي الغاديين أنت، حدد موقعك، واعرف مصيرك، فأنت أحد غاديين لا محالة.