للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حال النبي صلى الله عليه وسلم وقت الرخاء]

ثبت عند ابن حبان في صحيحه عن عطاء قال: {دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضيَ الله عنها فقال عبيد: حدثينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فبكت وقالت: قام ليلة من الليالي، فقال: يا عائشة! ذريني أتعبد لربي.

قالت: قلت: والله! إني لأحب قربك، وأحب ما يسرك.

فقام وتطهر، ثم قام يُصلي، فلم يزل يبكي حتى بلَّ حجره، ثم لم يزل يبكي حتى بلَّ الأرض من حوله، وجاء بلال ليؤذنه بصلاة الفجر، فلمَّا رآه يبكي بكى، وقال: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي، تبكي وقد غُفر لك؟! قال: يا بلال! أفلا أكون عبداً شكوراً؟ آيات أُنزلت عليَّ الليلة، ويلٌ لمن قرأها ثم لم يتفكر فيها، وويل لمن قرأها ثم لم يتفكر فيها: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:١٩٠ - ١٩١]} هذا في رخائه صلى الله عليه وسلم.

يا نائماً مستغرقاً في المنام قم فاذكر الحي الذي لا ينام