للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حنظلة تغسله الملائكة]

حنظلة وما حنظلة يا أيها الإخوة؟!

ذلك العبد الذي يؤمن في يوم ويتزوج وفي ليلته التي يدخل فيها على زوجته وبعد ما يقضي وطره من زوجته، وإذ بمنادي الجهاد ينادي: يا خيل الله! اركبي.

يا خيل الله! اركبي.

أيجلس مع هذه في كامل زينتها في أول ليلة من زواجه، خرج وهو جنب ليقدم نفسه إلى الله لتنتهي المعركة ويجدوه مضرجاً بدمائه، والمياه لا زالت تقطر من على رأسه وجسده، من أين جاءته المياه ولا مطر؟

فيقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: لقد رأيته بين السماء والأرض تغسله الملائكة في صحاف من ذهب وفضة؛ فسلوا زوجه.

ذهبوا لزوجته ليسألوها قالت: خرج وهو جنب.

خرج وهو جنب فغسل في صحاف من ذهب، بشرى له الآن وله عند الله ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر؛ ذاك غسيل الملائكة والله! لن نبلغ مراتبهم حتى نتبع الطريق الذي اتبعوا، نتبع ذلك النور الذي أخذوا منه، والذي اقتبسوا منه، وإن لم نقتبس ونأخذ من ذلك النور فوالله! إنها الخيبة والندامة.

نسأل الله ألا نكون من أهل الخيبة والندامة.

لا نقول ذلك فقط، بل سننتقل بكم إلى نموذج آخر في عصر متأخر.