للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السائقون والخدم من أسباب الفاحشة]

لا إله إلا الله كم نسمع من الوقائع والمآسي التي حصلت نتيجة الخلوة من السائق أو العامل بربة البيت أو بابنتها!! وكم من امرأة استدرجت سائقها لفعل الفاحشة بها! كم من سائقٍ ذكيٍ لبقٍ استغل فرصة غياب رجل البيت -إن صح أن نسميه رجلاً- ليستدرج صاحبته إلى الفاحشة؟! فإذا سقطا فيها مرة صعب بعد ذلك الانتهاء عنها، وكثير من الرجال اكتشفوا ذلك بعد وقوع الفأس بالرأس كما يقولون، فوجود السائق والخادم في البيت خطر عظيم.

أمرتهم أمري بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد

يقول بعض أشباه الرجال لما أراد أن يستبدل السائق؛ لخصومة وقعت بينه وبينه، يقول: انطلقت زوجتي لتدافع عنه بقوة، وهي تصيح هو حبيبٌ لنا ولطيفٌ يخدمنا ويقضي لوازمنا وأنت مسئول عنا.

لا يلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدو الغنمِ

ما دخل امرأته في حكم الرجال؟! رجلٌ يريد أن يستبدل سائقاً أو يغير شيئاً ثم تتدخل المرأة في الدفاع عنه، إن في الأمر ما فيه!!

ولا إله إلا الله! يغطي بعض الناس رأسه يوم يسمع مثل هذا الكلام، وقد يقول البعض: إن الخطيب يفتري على الناس شيئاً لم يقع، لكن يا عباد الله يجب مواجهة الحقائق ووضع النقاط على الحروف، فإن المقدمات الخاطئة تولد نتائج خاطئة، والسكوت عن الذنب الصغير يفضي إلى الكبير.

كل الحوادث مبدؤها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر

ويأتي بعض السذج ويقول: لمَ لم تفعل الدولة كذا؟ لماذا تسمح بدخول الخدم والسائقين؟ نقول: نعم على الدولة مسئولية، لكن أتريد من الدولة أن تضع حارساً على نسائك؟ أتريد أن تضع رقابة على بيتك؟ إن الرجل المسلم حريصٌ على بيته وعرضه، حريصٌ على محارمه.

إن خطر السائق عظيم، فإذا اضطررت إليه فليكن في حدود الشرع يا عبد الله، يسكن في مكانٍ بعيدٍ، لا يحق له دخول بيتك، ولا تسمح لنسائك بكلامه أو مخالطته، لا يخرج بهن إلا وأنت معه أو ابنك، أو ثالث أو أخوك معه، هذا إن اضطررت إليه، ولكن المؤسف الذي يدمي القلب أن بعض الناس يعتبر السائق شكلاً تكنيكياً من لوازم الحضارة والتقدم! وما علموا أنه من بوادر الحقارة والدعارة، والتفاهة والتدهور:

سوف ترى إذا انجلى الغبارُ أفرسٌ تحتك أم حمارُ

عباد الله: إنا نرى ويا ليتنا لم نر، إنا لنرى الإنسان يسوق سيارته سائق وعنده خمسٌ من البنين كلهم يقودون سياراتهم، ولا يكلف الواحد منهم نفسه أن ينقل عرضه إلى المدرسة، ويأتون برجلٍ غريبٍ كافرٍ جاء من بلدٍ مختلف، الزنا فيه أمرٌ طبيعي لا يستنكر ولا يستغرب، يأتون به لينقل أعراضهم، ويؤتمن على نسائهم، أهؤلاء رجال؟!

إن كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ

يؤتى برجلٍ شاب يتجمل ويتهندم ويعتني بشعره أكثر مما يعتني صاحب المرأة بنفسه، فيضع السلاسل الذهبية في عنقه، وتسلم له سيارة أنيقة، ويسلم له فتياتٍ قد بلغن الكمال في الأنوثة والصحة والجمال، وقد حيل بينهن وبين الزواج غالباً، فيقولوا لهذا السائق: خذهن لقمة سائغة، اذهب بهن إلى الأسواق والمدارس والحدائق فأنت الصادق الأمين.

إن كنتم تشكون في كلامي فاذهبوا إلى الأسواق، وانظروا في طوابير السيارات الواقفة ستجدون هذا كافراً، وذاك جندياً هندوسياً يحمل في سيارته امرأة من نساء المسلمين ويؤتمنون عليها.

يا أمة الحق والآلام مقبلةٌ متى تعين ونار الشر تستعرُ

متى الفواق وقد تمت مصيبتنا متى الخلاص وقد لمَّ بنا الخطر

نتائج الأمة عظيمة، إذا قلبت النظر وجدت ظلاماً وليلاً حالكاً، ومن هذا الظلام خلوة صاحب البيت أو ابنه بالخادمة وتلك والله مصيبة، وكثيرٌ من الآباء سمح للخادمات بلبس القصير، والخلوة بابنه المراهق، وما علم أنه فتح باباً من الشر على بيته وابنه يوم جلب الخادمة، فإذا هي أجمل وأحسن شكلاً من صاحبة البيت، وقولوا لي بالله كم سيغض صاحب البيت طرفه عنها، إنه شيءٌ يضحك ألماً، وشر البلية ما يضحك.