للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[البشر عرضة للخطأ]

الثامنة عشرة: من ذا الذي تُرضى سجاياه كلها؟

ما مِنَّا أحد إلا وَلهُ زلَّة وخطأ وسَقطة، ورأي قد يكون فيه كَبوة، وزلَّة المسلم إمَّا أنْ تُعرف، وُتشاع، وتُذاع، فيستمرئها صاحبها وينسلخ عنه الحياء ويصعب عليه الرجوع -كما يقول صاحب ضوابط العمل - وإمَّا أنْ تكون زلته حبيسة في صدره، لا يعلمها إلا الله وحده، فهذا رجوعه أسرع بإذن الله وأقرب، فلا يكن أحدنا عوناً للشيطان على أخيه، فَلَيسَ الذِّئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئب.

ولا يجُوز الباب إلا عاقل مؤمن، يختار رضوان الله العلي الكبير، إنَّ العامل يتعرض لعَثرات، وقد يحصل منه هَفَوات، ثم ينبري له مَن سِلْمُه حَرْب، وذَلُولُه صعب، يشيع ويذيع، لا يَقرُّ له قرار، ولا ينعَم له بال، كأنما يتقلب على حَسَك السَّعْدَان، أو يَتَلَوَّى على جمر الغضا، ينحب وينبح ويلهث، يَنكَأ جروحاً، ويُثير أشجاناً، يرفع عقِيرته، لا يعجبه أحد، ولا يرتاح لبُرُوز أحد، إرضاؤه لا يُدرَك، أَطْيَش من ذُباب

لو وُزِنت أحلامه الخِفافا على الميزان ما وزنت ذبابا

جليد، بليد.

وما على الكلب أن يعتاده السعر

ومن العجا ئب أن مثل لسانه لم يبتر

فمطالب بإعادة، ومطالب بزيادة، ومهلل، ومصفق

كالكلب إن جاع لم يمنعك بصبصة وإن ينل شبعا ينبحك من أشر

.

فيا عجبا من زائر وهو ثعلبُ

يخال سكوت الليث وهنا فيعتدي غرورا وينسى بأسه حين يغضب

فالتعامل معه كالآتي: لا يُلتفت إلى ما في كلامه من طعن، ويُؤخذ ما فيه من حق -إنْ وُجد-فإنَّ الحق هو الحق، وللداعية خيرُه، وعلى الطَّاعِن شَرُّه.

فما الأسد الضرغام يوماً بعاكس صريمته إن أَن أو بصبص الكلب