للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحزم بقدر الإهتمامات والهموم، والهموم بقدر الهمم، (والجلد والحزم خير من التفلت والتبلد، والصلاة خير من النوم، والمنية خير من الدنية، وعزَّ بزَّ.

فثب وثبة فيها المنايا أو المنى ... فكل محب للحياة ذليل

(ومن أراد المنزلة القصوى من الجنة فعليه أن يكون في المنزلة القصوى في هذه الحياة، واحدة بواحدة ولكل سلعة ثمن).

كان أبو مسلم الخولاني رحمه الله حازما مع نفسه قد علق سوطا في بيته يخوف به نفسه، وكان يقول لنفسه: قومي، فوالله لأزحفن بك زحفا إلى الله حتى يكون الكلل منك لا مني، فإذا فتر وكل وتعب تناول سوطه وضرب رجله ثم قال: أيضن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يستأثروا به دوننا، كلا والله لنزاحمنهم عليه زحاماً، حتى يعلموا انهم خلفوا وراءهم رجالاً).

هم الرجال وعيب أن يقال ... لمن لم يكن في زيهم رجل

حالهم:

عباس عباس إذا احتدم الوغى ... والفضل فضل والربيع ربيع

* * * * *

[الإشارة العاشرة: عوض ما فاتك]

من الناس من يتحسر على ما مضى من تقصير، ويسرف في ذلك حتى يضيع حاضره، ويقطع عليه مستقبله، فيأتي عليه زمان يتحسر فيه على الزمن الذي ضيعه في الحزن والتحسر.

إن تعويض ما فات لا يكون بالندم على ما فات فحسب، ولا يكون باجترار أحزان الماضي، إنما يكون بالجد والعمل واغتنام كل فرصة قادمة ليتقدم بها خطوة وهذا دليل الكيس، وآية علو الهمة.

ابن عقيل الحنبلي رحمه الله وهو في الثمانين يقول:

ما شاب عزمي ولا حزمي ولا خلقي ... ولا ولائي ولا ديني ولا كرمي

وإنما اعتاض شعري غير صبغته ... والشيب في الشعر غير الشيب في الهمم

****

فإن كنت ترجوا معالي الأمور ... فأعدد لها همة أكبرا

تلك النفوس الغالبات على العلا ... والحق يغلبها على شهواتها