للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقول وستر الدجى مسبل ... كما قال حين شكا الضفدع

كلامي إن قلته ضائع ... وفي الصمت حتفي فما أصنع

* * * * *

[الإشارة الخامسة عشرة: كل البقل ولا تسل عن المبقلة]

بمعنى خذها من أي وعاء خرجت، الحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو أحق بها، فلا تحقر على الطريق أحداً أن تأخذ منه الحكمة، فقد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر، والدر در ثمين أينما كانا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الأسوة والقدوة قد أقر أبا هريرة رضي الله عنه على أن يأخذ ما فيه نفعه من أخبث مخلوق وهو إبليس الذي كان يسرق من التمر الموكل بحفظه أبو هريرة ثم افتدى نفسه من أبي هريرة بتعليمه آية الكرسي كحافظ له من الشيطان حتى يصبح، فلما أخبر أبو هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك قال: ((صدقك وهو كذوب)).

فالحكمة قد يتلقاها الفاجر وهو لا ينتفع بها وتؤخذ عنه وينتفع بها، والكذاب قد يصدق فاعلم وحقق.

لا تحقرن الرأي وهو موافق ... حكم الصواب إذا أتى من ناقص

فالدر وهو أعز شيء يقتنى ... ما حط قيمته هوان الغائص

* * * * *

[الإشارة السادسة عشرة: احترام الحقيقة]

وتجنب الاغراق في المبالغة فهي قبيحة تشوه الحقيقة تقرب البعيد وتبعد القريب وتظهر غبشا في الرؤية على الطريق، إنها سماجة واستخفاف بعقل السامع وسخرية من وجدانه (تهويل وتزييف للواقع شطط وتفخيم وتضخيم ضد الحقيقة بل عجز عن رؤية الواقع كما هو عليه).وضعف في مشين.

حتى يرى سيئا ما ليس بالسوأى ... وكي يرى حسناً ما ليس بالحسن