للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمنا التقوى وقد أرضعتنا ... من هواها ونحن نأبى الفطاما

فاشرب من الماء القراح منعماً ... فلكم وردت الماء غير قراح

وهات حديثا كقطر الندى ... يجدد في النفس ما بددا

فيضحي لآمالنا منعشا ... ويمسي لآلامنا مرقدا

وقفة جانبية أخرى على الطريق:

لا تسل لئيما:

لا تسل لئيما فأذل من اللئيم سائله

من كان يأمل أن يرى من ساقط نيلا دنيا ... فلقد رجى أن يرتجي من عوسج رطباً جنياً

* * * * *

[الإشارة التاسعة عشرة: ما كل عود ناضر بنضار]

ما كل من حَسُن منظره حسن مخبره فلا تغلب المظاهر على الحقائق على الطريق (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:١٣)

فما الحسن في وجه الفتى شرفا له ... إذا لم يكن في فعله والخلائق

إن من عباد الله على الطريق من تشرئب إليه الأعناق ويسترعى الانتباه لكنه خائر بائر لا خير فيه ولا يغتر به.

لهم منظر في العين أبيض ناصع ... ولكنه في القبل أسود أسفعُ

فمردود بهاؤهم عليهم ... كما رد النكاح بلا ولي

ومن عباد الله على الطريق من لا تشرئب إليه الأعناق ولا يسترعي الانتباه لكن يُجري الله على يديه الخير الكثير.

متبذل في القوم وهو مبجل ... متواضع في الحي وهو مكرم

((ثبت انه مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده جالس ما رأيك في هذا؟ فقال: رجل من أشراف الناس حري والله إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مر رجل آخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل: ما رأيك في هذا؟ قال: يا رسول الله هذا الرجل من فقراء المسلمين، حري إن خطب ألاّ ينكح وإن شفع ألاّ يشفع وإن قال ألاّ يسمع لقوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا خير من ملء الأرض مثل هذا)).

وبعض الناس ماء رباب مزن ... وبعض الناس من سبخ ملاح