للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أبو طلحة وتطبيقه لكتاب الله]

وفي صحيح البخاري: أنه لما نزل قول الله: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران:٩٢] قام أبو طلحة رضي الله عنه، فقال: {يا رسول الله! إن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها حيث أراك الله يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: بخٍ بخٍ ذاك مال رابح ذاك مال رابح! قد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين، فقال: أفعل يا رسول الله} وحاله:

نفسي الفداء ثم أمي وأبي لصاحب المعراج أحمد النبي

تعودوا هاك، ولم يتعودوا هات، ولكل امرئ ما تعود.

عزفت أنفسهم عن قول: لا فهي لا تعرف إلا هي لك

يا حي يا قيوم فاجمعنا بهم في الخلد إنا لم تحد عن حبهم

في أواخر حياته عكف على القرآن، وبينا هو يقرأ في (براءة) قول الله: {انفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة:٤١] قال لأبنائه: [[جهزوني! قالوا: نحن نغزو عنك قد عذرك الله، قال: أي بني! والله ما أرى إلا أن الله استنفرنا شيوخاً وشباناً فجهزوني]].

يشبه الرعدَ إذا الرعدُ رجفْ يشبه البرقَ إذا البرقُ خطفْ

جهزوه وغزا في البحر ومات فيه، فلم يجدوا له جزيرة ليدفنوه فيها إلا بعد سبعة أيام أو تسعة، لم يتغير رضي الله عنه وأرضاه.

لو كان هذا الدهر شخصاً ناطقاً أثنى عليه بنثره وقصيدهِ

أو كان ليلاً كان ليلة قدرهِ أو كان يوماً كان يومي عيدهِ

...

إيهٍ إيه!

علِّم القوم نهوضاً للسما فشعار القوم كل واشرب ونَمْ

إنما هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما سواهما حُلُم.

يا مفني العمر في التفتيش عن حلم لو كان يُدرَكُ ما كان اسمه الحلما

معشر الإخوة! خير الناس ذلك القرن الذي بعث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم الذين يلونهم.

هم الرجال وقد جاءوا على قدر هم الذين إذا ما عاهدوا صدقوا