للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إسلام عمر]

القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، يهدي الله لنوره من يشاء، فلا يأس ولا تواني ولا استعجال ولا قنوط، فهاهو الذي قيل عنه: لا يسلم حتى يسلم حمار آل الخطاب، يسلم بفضل الله، ويعلن إسلامه في وقت كانوا يخفون إسلامهم، ويقول كما يقول لابنه عبد الله بإسناد حسن: [[أيُّ قريش أنقل للحديث؟ -يريد أن ينتقل خبر إسلامه- قيل له: جميل بن معمر -وكان جميل هذا وكالة أنباء- غدا عليه وعبد الله يتبعه ينظر ماذا يفعل، فقال لـ جميل: أما علمت أني قد أسلمت ودخلت في دين محمد، قال: فوالله ما راجعه جميل، وإنما قام يجر رجليه مسرعاً وعمر يتبعه]].

حتى إذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش! ألا إن عمر قد صبأ، قال: فيقول عمر من خلفه: كذب ولكني شهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، قال: فثاروا عليه فما برح يقاتلهم ويقاتلونه في المسجد حتى قامت الشمس على رءوسهم، فتعب وضعف وأرهق، وهو يقول بعزة المؤمن وهم وقوف على رأسه وهو جالس: افعلوا ما بدا لكم، فأحلف بالله أن لو كنا ثلاثمائة لتركتموها لنا أو لتركناها لكم.

فيا لله! من كان يقال فيه: إنه لن يسلم حتى يسلم حمار أهله يصبح اليوم يتحدى الكفر، ويعلن إسلامه في وقت لا زال الناس يخفون إسلامهم خوف الفتنة، إنه أمر الله: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً} [الأحزاب:٣٨].

أخي لا تيأسن والله خالقنا بالصبر في محكم التنزيل أوصانا

.