للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مراقبة الله ظاهراً وباطناً

أما والله لو راقبنا الله حق المراقبة؛ لصلحت الحال واستقامت الأمور.

فيا أيها المؤمن: إن عين الله تلاحقك أينما ذهبت، وفي أي مكان حللت؛ في ظلام الليل وراء الجدران وراء الحيطان في الخلوات في الفلوات، ولو كنت في داخل صخور صم.

هل علمت ذلك واستشعرت ذلك فاتقيت الله ظاهرًا وباطنًا، فكان ظاهرك خيرًا من باطنك، بل باطنك خيرًا من ظاهرك؟

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيب

ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفيه عنه يغيب

عباد الله: اتقوا الله فيما تقولون، واتقوا الله فيما تفعلون وتذرون، واتقوا الله في جوارحكم، واتقوا الله في مطعمكم ومشربكم، فلا تدخلوا أجوافكم إلا حلالاً؛ فإن أجوافكم تصبر على الجوع، لكنها لا تصبر على النار، اتقوا الله في ألسنتكم، واتقوا الله في بيوتكم، وأبنائكم، وخَدَمِكم، وأنفسكم، وليلكم ونهاركم، واتقوا الله حيثما كنتم: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [البقرة:٢٨١].

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.