للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[منكرات الزواج]

السؤال

يسأل عن منكرات الزواج.

الجواب

منكرات الأعراس كثيرة، خذوا نموذجاً من حياتنا، الزواج في الإسلام وإلى عهد قريب من حياة آبائنا كان الزواج في أيامهم أمراً يسيراً، يخطب الرجل المرأة من أبيها وهما جالسان.

يقول لأبيها: هل تزوجني ابنتك؟ فإذا وافق، يأتي العاقد فيعقد بينهم، ثم يعملون حفلة بسيطة، وتأتي النساء التي عندها ثوب تلبسه، والتي ليس لديها تستعير، وذهبوا بها إلى العروس وانتهوا! أمور ليس فيها تعقيد، سهلة ميسرة، وكانت الأمة تعيش بهذا الوضع، جئنا الآن فجعلنا عقبات كبيرة بحيث لو اتفق على الزواج؛ لا بد أن يتفق الآن على أن الزواج في العطلة الكبيرة.

ونبدأ في التأثيث، وفي التعقيدات، والمطبلات، ثم ليلة الزواج أو قبلها أو بعدها، الروتين الطويل والمراسم الطويلة العريضة، وكأن الزواج شيء نادر لا يقام في البلد إلا مرة في السنة مثل العيد، كل الناس يتزوجون، وكل الخلق الذين أمامك هم إما ذكور وإما إناث، وكل واحد سيتزوج ما كتب الله له، لماذا التعقيد، والمفاخرة والمباهاة والترف والديون العظيمة؟! وغالباً ما تكون القطيعة وتكون المخاصمة بين الأرحام في ليلة الحفل، لأننا لا نخالف سنة من سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا وجدنا عاقبة ذلك خصاماً وخسارة وذلاً في الدنيا قبل الآخرة، ولو أقمنا سنته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أنفسنا وأحوالنا كلها، لرأينا الخير والسعادة، والراحة والنعمة بإذن الله سبحانه.

فمنكرات الأعراس كثيرة، وتعقيداتها كبيرة، وما ذكر الأخ إلا واحدة منها فيما يتعلق باستئجار المطبلات وغيرهن، نسأل الله أن يكفي المسلمين شرهن، وهذا من أخبث الكسب والعياذ بالله أن يكون كسب الإنسان كذلك.