للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[بشائر الرجولة]

وإننا لنحمد الله عز وجل، ونفرح ونفخر بأن هذه المعاني بدأت تنغرس في القلوب، بدأنا نشاهد حلقات التحفيظ، نشاهد الاجتماعات الخيرة الطيبة، نشاهد احترام العلم، وافتتاح مكتبات وتسجيلات إسلامية، انتشار الكتيب الإسلامي بل الكتاب الإسلامي، انتشار المؤسسات والمدارس الخيرية، والأعمال التعاونية في كل مكان، ونتفاءل بقول القائل:

إن الهلال إذا رأيت بدوه أيقنت أن سيصير بدراً كاملا

ويقول الآخر: أول الغيث قطرة؛ فأصبحنا نرى من أبناء أمتنا من تخرج وتعلم، وإذا به منارة في منطقته وفي قريته! وإذا الناس كلهم -شيخ القبيلة أو شيخ القرية والأمناء والإمام والناس- يحبونه بينما تراهم يكرهون ذلك الفاجر العاصي الذي يتبع اللهو واللعب، ويرتكب ماحرم الله.

لكن يحتاج الخير منا إلى دعم، وإلى تشجيع، وتأييد، ومساندة، وأن نشترك في الخير، ونتسابق إليه، ونتنافس عليه، كل منا بقدر ما يستطيع، من لم يجد إلا الدعاء فليدع، فليحب الدين والخير والصلاح والإيمان والتقوى والفضيلة، وحفظة كتاب الله عز وجل، والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، أَحِبَّهم، ادعُ الله لهم؛ فهذا وحده خير عظيم.

وإن استطعت أكثر من ذلك فافعل، لماذا؟ لأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير، ومقام الرجولة يقتضي منك أكبر من ذلك، لكن أقل شيء أن تحبهم، وأن تدعو لهم، وأن تعلم أبناءك، وأن تغبط من الآباء كل من كان ابنه حافظاً لكتاب الله ومقيماً لحدود الله نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى إنه جواد كريم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.