للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أخذ العلم والرواية عن أهل البدع]

السؤال

حول كتاب أهل السنة والجماعة معالم الانطلاقة الكبرى وما ذكر في كيفية معاملة أهل البدع, وقد يكون لبعضهم من لديه شيء من العلم، هل يؤخذ عنه العلم الشرعي؟

الجواب

بالنسبة للكتاب، هو كما ذكر صاحبه أنه جمعه من كلام شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية , وهو يحتوي على فوائد طيبة، منها هذا الجمع، ومنها ما ذكره فيما بعد من كلام حسن, وجدير بنا أن نقرأه.

وأما بالنسبة للبدعة فقد يقع ذلك, والأمة -كما تعلمون- تتمحض للخير وتتمحض للشر, وبين ذلك أمور متفاوتة، والحال أنه وقع في هذه الأمة في العصور المتأخرة أن التمحض للخير قليل, فلا بد أن يؤخذ شيء من الحق إذا أريد أن يؤخذ الحق ومعه شيء من الباطل, ولكننا نرفض الباطل ونأخذ الحق وحده بحسب المستطاع, وهذا بعد أن نكون عرفنا أن هذا الرجل مبتدع فعلاً، أي أن هذا الكلام مما ثبت عنه.

وهنا أنبه إلى قضية أخرى قد يتعلق بها بعض أهل البدع، وهي قضية الرواية عن أهل البدع، وهو أمر آخر غير تلقي العلم عنهم، لأن الرواية أساسها هو الضبط والثقة والصدق، ولهذا قد يُروى عن أهل البدع الذين لا يكذبون، وكذلك الذين ليسوا من الغلاة في بدعهم والذين ليس لما رووه أثر في بدعتهم، فقد يروى عن بعضهم لضبطه ولثقته, ونحن أهل السنة أمة الإنصاف, وإن لم ينصف أهل السنة فمن ينصف؟ أهل البدعة؟! وإن لم يعدل أهل السنة فمن يعدل؟ أهل البدعة! فنحن إن كان للإنسان فضل من علم أو ضبط وحفظ وإتقان أو زهد وعبادة وفيه بدع, فإننا مع تحذيرنا من بدعته وعلمنا بها لا ننكر فضله فيما له فيه فضل, هذا لا بد منه.

أما من تمحَّض في الشر كـ غلاة الرافضة أو غلاة الخوارج الذين أنكروا بعض سور القرآن، أو كان من الباطنية وأشباهها، ممن ارتد عن الإسلام وتمحَّض للشر وللكفر، فإن هذا لا تقبل روايته، لا يروى عنه ولا يقبل علمه، ولا يُتلقى عنه العلم مطلقاًَ، هذا ما أستطيع أن أوجزه.

والله أعلم.