للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية التركيز على الغرب في الخطط المستقبلية]

أقول: ما دمنا نحن الأمة الوحيدة التي تمتلك هذا الميراث العظيم ومصدر اليقين ومصدر الحق في أحداث المستقبل؛ فعلينا أن نجتهد لذلك بالدعوة إلى الله، وأن نقيم الدراسات لغزو أوروبا وأمريكا بالإسلام.

فلو قال قائل: لماذا لا نغزوا كوريا واليابان، ولدينا طاقات بشرية للدعوة؟ قال الآخر: لا! يجب أن نوجهها إلى أوروبا وأمريكا! فمن الذي يُقَدَّم رأيه؟ الذي يقول: يجب مواجهة الغرب، لأنه هو العدو الذي نحتاج أن ندخل في أعماقه، فهو أكثر عداوة، وأولئك أعداء كفار مشركون لنا، لكن العدو الذي سوف يهاجمنا ويكون أخطر علينا هو هذا.

وكذلك تخطيطنا الدعوي وتخطيطنا العسكري يكون ضد الغرب، وتخطيطنا الاقتصادي والعلمي يكون ضد الغرب بالدرجة الأولى والكفار عموماً؛ لأن عندنا يقين أنه سيكون هو العدو كما هم الآن يفعلون.

نحن نقابل الضد بالضد، وعندنا يقين، وعندهم خرافات وأساطير باطلة، ثم إن هذا التخطيط هو مقتضى العقول السليمة، فالعاقل يفكر عندما يريد أن يفتح أي محل أو عمل تجاري أو عندما يريد أن يبني بيتاً، وكل هذا قائم على التخطيط ودراسة المستقبل، صحيح أن المستقبل محدود في سنتين أو ثلاث أو عشر مثلاً أو أكثر، وإذا اشترى رجل عمارة هذه الأيام بمليونين لأنه فكر أنه يستطيع تأجيرها خلال (١٠ سنوات) فيما يعادل مليون ونصف أو مليونين، إذاً هكذا البشر يخططون بمقتضى العقول.

فالأمة يجب أن تخطط بالقرون وليس بالعقود -بالعشرات-، ونحن حتى بالعشرات لا نخطط! كانت أمريكا تقول: -وهذا الكلام قبل أكثر من عشر سنوات- مما سوف يعجل بانهيار الإتحاد السوفيتي، أن طاقم الحزب الشيوعي كلهم فوق الستين سنة، ومعنى ذلك -كما قالوا وهذا صحيح وما هو علم غيب- أنه بعد عشر سنوات سيموتون كلهم، أو أكثرهم، والآن، ماتوا -فعلاً- ولم يبق منهم حيّ إلا جورباتشوف؛ لأنه بعد السبعين يبدأ الموت في الناس وهكذا، إذاً هناك أشياء مثل هذه الأمور نحتاج أن نحييها في الأمة عامة وفي أنفسنا، ويكون لدينا نظرة بعيدة لمستقبل الإسلام ومستقبل الدعوة، ونبني عليه خططنا لهذه الحياة، وإلا فلا مكان في هذه الحياة لفوضوي أو عابث أو متخاذل أو متكاسل، وعلينا أن نبدأ، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو الذي يحقق المساعي بإذنه عز وجل.

وأنتقل الآن إلى هذا المثال وهو أن جريدة الحياة قد جاءت بعنوان: "مذنَّب ضخم مندفع نحو الأرض سيدمر كل أشكال الحياة عام (٢١١٦) " والخبر يقول: "يندفع مذنب كبير نحو الأرض وسيصل إليها في (١٤ آب أغسطس عام ٢١١٦)، ويُحدث انفجاراً أقوى من واحد ونصف مليون قنبلة نووية ينهي جميع أشكال الحياة" وهذا مثال لما يتنبئون به -كما ذكرنا- وهو من الرجم بالغيب، فالمهم أن نعلم كيف يتنبئون ويتوقعون واليقين إنما هو عندنا وليس عندهم.