للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خطر الفرقة على مستقبل المسلمين]

السؤال

إن مما يؤثر في مستقبل المسلمين الفرقة التي يعيشونها، ومن ذلك ما يحصل بين أهل السنة والجماعة وغيرهم من الجماعات عموماً؛ علماً بأنهم يلتقون في مبدأ واحد يتسع للخلاف إلخ؟

الجواب

لا شك أن الفرقة عامل ضعف، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ذكر ذلك فقال: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال:٤٦]، ويقول: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:١٠٣]، فمن أسباب قوة الغرب أنهم يتوحدون، ومن نظر إلى أوروبا الشرقية والغربية يجد أن فيهم العرق الآري، وفيهم الأعراق الأخرى، وفيهم الأرثودكس وفيهم الكاثوليك، وفيهم الأحزاب الشيوعية، والأحزاب اليمينية، والأحزاب اليسارية، والأحزاب الوسط، وفيهم من يتقاتلون مع بعض، وكل هؤلاء مع كل الاختلافات يريدون أن يتوحدوا، ونحن لدينا كل أسباب الاجتماع حتى اللغة؛ فلغتنا واحدة، المسلمون في كل مكان يحبون اللغة العربية، ويتعلمون القرآن أما هم فإن اللغة الألمانية لا يمكن أن يتكلمها الفرنسي، والفرنسية لا يتكلمها الألماني، ومع ذلك يريدون أن يتوحدوا، وأن يكون جيشهم واحداً، ونحن لدينا كل عوامل الوحدة، ولكننا لا نريد ذلك؛ لأن النفوس مرضى؛ ولأن الاقتناع بضرورة ذلك غير موجود، ولن يوجد إلا بالرجوع إلى العقيدة الصحيحة، وبالذات ما يتعلق بالولاء والبراء.