للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الجمع بين أن الإنسان يولد على الفطرة وبين قوله: (كلكم ضال)]

السؤال

كيف نوفق بين الحديثين: {كل مولود يولد على الفطرة} وقوله: {كلكم ضال إلا من هديته}؟

الجواب

كل مولود يولد على الفطرة، كما أخبر بذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكما في الحديث القدسي الآخر: {إني خلقت عبادي حنفاء، فاجتالتهم الشياطين}، وأما {كلكم ضال}، فهو كما أشرت، أ، هـ لو خلي بين الإنسان ونفسه لضل، وإنما الهداية توفيق من الله، فمن وفقه الله تعالى اهتدى، ولو خُلي بينه وبين نفسه، فإنه يضل؛ مع أنه ولد على الفطرة فإنه يخالفها، ومع أن الرسول قد أتاه فإنه يكذبه، ومع أن القرآن بين يده ولكنه لا ينتفع بما فيه ولا يهتدي.

فمع وجود الهداية وأسبابها، ولكن مع عدم التوفيق، لا يكون الإنسان مهتدياً أبداً، فلا تعارض بين الحديثين، والحمد لله رب العالمين.