للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مواجهة ذاتية دون الذل للكافر الحربي]

أسوء ما يمكن -وهذا واقع- أن يتكالب علينا أعداء الله ولا نستطيع أن ندفعهم، فماذا نفعل؟ بين أيدينا سنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسنة الخلفاء الراشدين وقادة الإسلام في كيفية التعامل مع العدو وهناك عدة وسائل: - قد نصالحهم فإن أبوا إلا على شيء من المال فإننا نعطيهم، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراد أن يعطي الأحزاب لما تكالبوا عليه من ثمر المدينة كما تعلمون.

- قد نصالحهم على شيء من الأرض.

- قد نقول: لا بد أن نحاربهم.

وهناك وسائل وبدائل أخرى؛ فما جعلنا الله تعالى في ضيق أو في حرج، إما هذا، أو هذا كما يظن كثير من الناس اليوم.

كثير من الناس -في المجالس وفيما أسمع- يقولون: ما عندنا إلا الموت أو التعلق بالغرب! من قال لك: إنه ليس عندنا إلا هذان البديلان، ولا ثالث لهما.

يمكن أن يكون هناك عشرة بدائل لو فكرنا وتأملنا، وندفع الشر بإذن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فالمشكلة الأساس هي مشكلتنا مع الله، مشكلتنا أننا لم نصطلح معه بل نحاربه، فألب الله تبارك وتعالى علينا وأرسل علينا هؤلاء، كما أرسل على بني إسرائيل الفرس- بختنصر وجيشه- قال تعالى: {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا} [الإسراء:٨] هذه ليست فقط لبني إسرائيل، حتى هذه الأمة إن عادت عاد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالعقوبة قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر:١٤].

إن هذا الفسق والفجور والطغيان والترف الذي كنا نعيشه، هل يمكن لأي عاقل ولأي ناظر في كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يصدق أن هذا يستمر إلى الأبد بدون عقوبات؟ مع أنه لا توبة ولا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر؟! لا يمكن.

بل نهلك وفينا الصالحون إذا كثر الخبث كما بين ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فكان المفروض أن ننظر إلى كل هذه الأمور من خلال كتاب الله ومن خلال سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن نحمد الله على هذه الأحداث؛ وذلك لأن فيها عبراً عظيمة تعطى لنا وتهدى لنا من كل جهة.

هل تظنون أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وهو الذي أخبرنا عن نفسه وعن رحمته للمؤمنين، وما أعد لهم وما يبشرهم به لا يظلم الكفار ويظلم المؤمنين، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [يونس:٤٤]؟! هل يظلمنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ونحن ندفع إلى صدام حسين الملايين والمليارات طوال عشر سنوات، ثم ترتد أموالنا علينا! هل يظلمنا الله بذلك؟! لا والله لا يظلمنا! لكنه ظلمنا لأنفسنا نحن، وتعلقنا بالأسباب المادية! والذين هاجمهم اليوم وقاتلهم من منهم لم يحسن إليه ولم يعطه ولم يساعده، هل هذا من ظلم الله لنا؟ نفعل هذا الإحسان، وهذا الخير، وهذا العطاء، ثم يظلمنا؟ لا والله.