للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاقتصاد في المآكل والمشارب يعين على الطاعة]

السؤال

قرأت أن السلف رحمهم الله حذروا من كثرة الأكل والشرب والضحك, وإني ضعيف أمام الأكل, فإني أعزم على الاقتصاد وعدم الإفراط, ولكن أمام السفرة أنسى ذلك؟!

الجواب

هذه مشكلتنا جميعاً, الحقيقة أقول لكم وأنا منكم: لو يعرض الواحد منا أكله على ما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه وإن كان ولابد فليجعله أثلاثاً, ثلث لنَفَسِه وثلث لطعامه وثلث لشرابه} الحقيقة لا يوجد فينا من يكون كذلك إلا ما رحم الله.

فمثل هذا الأخ يُشْعَر بمثل هذا, وينبه بمثل هذا, فلو أننا نأكل أكلاً قليلاً يكون كافياً من الناحية الغذائية إن شاء الله لكان نومنا قليلاً, ولما احتجنا إلى العلاج من كثير من الأمراض, لماذا يحتاج كثير من الناس إلى التخفيف من الوزن؟! ويذهب ويدفع الأموال ويضيع الأوقات والأعمار من أجل التخفيف من الوزن؟ لأن أكبر سبب في ذلك كثرة الأكل وقلة الحركة والعمل وهكذا فإذا نحن اتقينا الله واتبعنا سنة النبي صلى الله عليه وسلم ربحنا الأوقات وربحنا الأعمار, وانظروا إلى أحوالنا في رمضان -نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبلغنا رمضان إنه سميع مجيب- الواحد منا يشتغل أحياناً حتى يأتي وقت المغرب بالرغم من أننا نعيش في منطقة حارة وتصل فيها فترة الصيام إلى ١٤ ساعة.

والكفار لا يصدقون هذا الكلام, فلا يستطيع أحدهم أن يصبر ساعتين في منطقة حارة, وإذا أخذ المسلم لقيمات خفيفة بقي نشيطاً وصلى التراويح بنشاط والحمد لله, فإذا أكل وأكثر تعب حتى يتثاقل في الركوع والسجود وما إن يسلم الإمام, حتى يستلقي وينام وهذا شيء مجرب! فقلة الأكل كما نبه إلى ذلك كثير من السلف مما يستعان به على طاعة الله تبارك وتعالى, كذلك لو الواحد منا إذا أكل أكلاً اكتفى بما يحتاج إليه فقط لكان عقله أكثر استيعاباً وفهماً, لكن إذا امتلأت المعدة بالطعام انشغل الدماغ بها عن ما سواها وهذا الكلام معروف.