للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التسميات التي أطلقها العلمانيون على الإسلام]

بعد ذلك ننتقل إلى التطبيق الذي حصل.

فقد ظهرت في السنوات الأخيرة أسماء منها ما يسمى "اليسار الإسلامي"، ونحن نعرف أن الإسلام ليس به يسار ويمين {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:١٥٣] لا يسار إسلامي، ولا يمين إسلامي.

كما ظهرت ما تسمى بالحركات التجديدية، وهي تجدد كل شيء ولا تقف، ولا تلتزم بالتجديد الذي أمرنا به، ويجب علينا جميعاً أن نجدده وهو: العودة بالناس للكتاب والسنة، ولكنها تجدد ما سنذكره.

ظهرت باسم النقد الذاتي: مؤلفات أو اتجاهات باسم النقد الذاتي، وتقصد بذلك:- نقد الحركات الإسلامية والدعوات الإسلامية.

أولاً: أكثر ما ينقدون وينتقدون أو يتغافلون ويتجاهلون، هو دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمة الله عليه- هذه لا قيمة لها عندهم، ولا تحسب على أنها دعوة تجديديه، وإنما ينظر إليها على أنها شكلية، قشور، تقليدية، إلى آخر ما يلصقونه بها من معايب ومن تهم، إن لم يتجاهلونها بالكلية، ولا ينظرون إليها، ولا إلى آثارها الضخمة -والحمد لله- التي لا تزال حية في الواقع على مستوى الأمة الإسلامية جميعاً.

ثم ينقدون الدعوات الإسلامية الأخرى، من باب الدخول إلى الشباب في الحركات والدعوات والجماعات الإسلامية الذين رأوا انحرافات، وتململوا، وكاد اليأس أن يستولي على قلوبهم مما يرون من الأخطاء، فدخلوا إليهم عن طريق هدم الأصول التي من الممكن أن تحيي الأمل في نفوسهم، وجرفهم إلى ما يريدون باسم النقد الذاتي، وإلى نشر الأفكار التي يدعون إليها.

يظهرون تارة باسم الإنسانية والدعوة إلى التعاون العالمي، ضمن مواثيق الأمم المتحدة، وهكذا تتعدد الأسماء، ولكن المقصود من ذلك واحد.

بالطبع لن نستطيع أن نأتي بالنماذج من كلامهم، وحتى الأسماء أو المؤلفات، ولكن سأحاول -إن شاء الله- أن أوجز المجالات التي أوجدوا بالفعل فيها مبادئ محددة لهم، وقضايا رئيسية؛ ويندرج تحتها فرعيات كثيرة.