للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نصيحة للذين يقعون في أعراض الدعاة]

ثم قال: 'والذي أنصح به هؤلاء الإخوة الذين يقعون في أعراض الدعاة، والنيل منهم أن يتوبوا إلى الله تعالى مما كتبته أيديهم، أو تلفظت به ألسنتهم، مما كان سبباً في إفساد قلوب بعض الشباب وشحنهم بالأحقاد والضغائن عن طلب العلم النافع وعن الدعوة إلى الله'.

كذلك كانت نصيحة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، فقد ذهب إليهم وحاضر عندهم بعنوان (موقف أهل السنة والجماعة من الخلاف) والشريط معروف.

إذاً لا بد من التوبة، والتكفير عن الكتب والشرائط السابقة، بجديدة ترجعون فيها إلى الحق، فهذا ما يفتي به علماؤنا وينصحون به.

والآن ظهر فعلاً من الذي يعصي العلماء، ولا يسمع كلامهم، ويرمي به عرض الحائط، فهل ستظهر الآن هذه الطاعة، وهذه المحبة للعلماء، فيتوبون ويستغفرون ويكفرون بأشرطة أو غيرها، توضح بأنهم رجعوا عما قالوا، وأنها كانت ظنوناً، وأنهم يبرءون إلى الله من إثمها، ويرجون من أصحابها العفو والصفح عنهم؟ فهل يفعلون ويمتثلون كما أمر الشيخ؟ قال: 'وشغلهم عن طلب العلم النافع، وعن الدعوة بالقيل والقال، والكلام عن فلان وفلان، والبحث عما يعتبرونه أخطاءً للآخرين، وتصيدها وتكلف ذلك' هذا ما قاله الشيخ.

ومن طلاب العلم من جاءني مراراً يقول: يا شيخ ما الذي نفعل؟ إنني أطلب العلم النافع وأحرص عليه من الكتاب والسنة، فأقول له: العلماء كثير، فخذ منهم واستفد، واترك هذا الموضوع ولا تشغل نفسك بإخوانك، ولا تثره في أي مكان، وهذه نصيحة نكررها لأكثر من يأتينا، ما لم يلح في طلب معرفة القضية، فأحدثه يسيراً وأنا كاره؛ لأننا لا نريد أن ننشغل عن الدعوة، وهي مهنتنا وقضيتنا الأساسية، أما أولئك فقد تتبعوا بعض أشرطة المشايخ القديمة والتي كانت قبل الأحداث، وقاموا بربطها بالأحداث، وركبوا منها موقفاً غير الموقف الذي وقفه بكل وضوح وعلانية، فشغلوا الشباب بها.

كما ذكر لي أحد الإخوة يقول: زميل لي في العمل -في مؤسسة حكومية كبيرة جداً- ملئا بكل ما تتخيله من منكرات، وهذا الأخ يعمل عندنا في المكتب، ويوجد عندنا من لا يصلي مطلقاً وعندنا الكفار، وعندنا من يروج لكتب الشرك وأمثالها، وهذا الزميل كل أسبوع يذهب إلى المدينة، وأحياناً إلى حائل، فيجمع شريطاً من هنا، وكلمة من هناك، ويذهب بكلمة ويأتي بكلمة، وينشغل بالقيل والقال، ولا يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر، وهذا مثال لما ذكره الشيخ عن هؤلاء الشباب.

فننصحهم أن يكفوا عن أفعالهم، وأن يقبلوا على الأعمال المفيدة التي تقرب إلى الله، وتكون نافعة للعباد -وهذه نصيحة لنا جميعاً- وأن يحذروا من التعجل في إطلاق التكفير أو التفسيق أو التبديع بغير بينة ولا برهان، وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {من قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما} ومن قال لأخيه: يا فاسق! يا خارجي! يا عدو السنة! يا متستراً بالعقيدة! فقد يكون الأمر كذلك.