للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نصيحة لشباب مركز الصديق]

السؤال

يقول: فضيلة الشيخ: شباب مركز الصديق يطلبون منكم توجيه كلمة لهم، وجزاكم الله خيراً؟

الجواب

الذي أريد أن أقوله وأوجه به إخواني، ونفسي أولاً هو: أن نتقي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فهذه وصية الله إلى الأولين وإلى الآخرين -ولا حرج في أن نكررها- كما قال الله تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} [النساء:١٣١].

ثم أوصيكم بأن تقدروا أمانة الدعوة وحمل هذا الدين، وأن تجتهدوا في تحقيق الدعوة إلى الله تبارك وتعالى بإخلاص لله واتباع لسنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنهج السلف الصالح والبعد عن البدع وعن مضلات الفتن، والأهواء، وأن تتحابوا فيما بينكم، وأن تتآخوا، وأن تتعاونوا، وأن تتشاوروا، وأن لا يجعل الشيطان هذا الشباب الزاكي الطيب الغض، في هذه الأمواج من شباب الشهوات والشبهات، أن لا يجعلهم أحزاباً وفرقاً {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون:٥٣] وكل منهم يطعن في هذا، أو يغتابه، أو يتكلم فيه، أو يوقع بينهم ما يريد أن يبث من الفتن، نسأل الله أن يحفظنا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

ثم أوصي القائمين على هذه المراكز وأمثالها، بالصبر والتحمل والأناة، ومتابعة هؤلاء الشباب ما أمكن في بيوتهم بعد ذهابهم؛ من أجل أن تكون تربيتهم أشمل وأعمق وأزكى لهذه القلوب الغضة الطرية بإذن الله.

وأوصي الشباب المسلم أن يطيع المربين والموجهين في طاعة الله تبارك وتعالى، وأن يكونوا من الانضباط ومن النظام بحيث يمتثلون ما يوجهونهم به، وأن يعوِّدوا أنفسهم على ذلك، ففي هذا خير لهم وحصول للنفع والفائدة من التربية أكثر وأكثر.

هذا، وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يمنَّ علينا جميعاً بالهدى والاستقامة، وأن يؤتي نفوسنا وقلوبنا تقواها فإنه خير من زكاها، وهو وليها ومولاها، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.