للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[جهود صلاح الدين]

السؤال

سمعناك قلت في درسك أن صلاح الدين الأيوبي من الرافضة؟

الجواب

أعوذ بالله، بل هو الذي قتل الرافضة وأبادهم، أرجى عملٍ لـ صلاح الدين رحمه الله قضاؤه على الرافضة، هو عندي كذلك، بل عند علماء الإسلام الذين كتبوا عنه، وأرجى من قتله للصليبيين وأفضل قربةً إلى الله تعالى من قتله للصليبيين، قضاؤه على تلك الدولة الرافضية التي كانت تنادي وهي تقول: (من لعن وسب فله كيل وإردب) يعني: من لعن الصديق والفاروق رضي الله عنهما يأخذ، ومن لم يلعنهما لا يأخذ.

هذه دولة قضى عليها صلاح الدين أفيكون من الرافضة؟! حاشاه من ذلك والحمد لله.

- وما هي عقيدة صلاح الدين؟ في هذه المناسبة أقول: أولاً يا إخوان! لا نفترض في كل قائد أو مجدد أن يكون كاملاً أو معصوماً، المعصوم من عصمه الله، وهذا خاص بالرسل الكرام، ولكن نقول: هل كان صلاح الدين أشعرياً كما يقال؟ بعض العلماء كـ المقريزي وبعض المؤرخين المتأخرين قالوا: إنه كان أشعرياً، أظهر العقيدة الأشعرية، في الحقيقة لا صحة لهذا الكلام على الإطلاق، لماذا؟ لأن بعضهم يسمي الأشاعرة أهل السنة، فيقول: أظهر العقيدة الأشعرية، ويقصدون أنه أظهر عقيدة أهل السنة، صلاح الدين رحمه الله ونور الدين منعوا كتب المنطق والفلسفة، وفي أيام دولة صلاح الدين وأبنائه كانت كتب الفلسفة محرمة وممنوعة، وتحرق إن وجدت، ولذلك كان اتجاههم إلى السنة، لكن قد تخفى بعض المسائل، حتى على علماء عصرهم، نعم لا ندعي لهم الكمال والعصمة على أية حال، لكن السؤال: هل كانوا دعاة إلى البدعة؟ لا.

هل كانوا يحبون السنة؟ نعم.

هل كانوا ينصرونها؟ نعم.

فأنا وأنت قد نجتهد في أن ننصر السنة وندعو إليها، ثم نخطئ فنقع في بعض البدع، وبعض المعاصي، ولا عصمة لأحدٍ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لكن المؤكد والثابت أن صلاح الدين والعادل وغيره من ملوك الأيوبيين كانوا ضد البدع حتى أن الكوثري المعروف بتعصبه الشديد على أهل السنة وميله إلى الأشعرية والماتريدية يسب صلاح الدين وذواته ويذمهم بذلك، أنهم كانوا يمكنون للحشوية ولـ أهل الحديث ويتركون أهل العلم، أو أهل العقيدة الصحيحة لا يمكنون لهم، والكلام في هذا يطول