للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التاريخ يعيد نفسه]

السؤال

بعض الإخوة يقول: ذكرت أن الحل هو التقوى والصبر؟ الشيخ: نعم كما ذكر الله تعالى ذلك في القرآن.

السائل: وما كان يفعله ذلك القائد الفذ صورةٌ حية، ولكن يختلف الوضع في العالم الإسلامي الآن، فهناك قادةٌ وحكام يحاربون السنة في دولهم، وهم من مصدر قوة، فكيف يكون الجهاد؟ وقد يقومون لقمع كل نهضة، كما هو حاصل الآن؟ الشيخ: الوضع هو هو، يعني: نور الدين لم يظهر فجأة، نور الدين ظهر بعد أمد، بعد أن طهر الذين باعوا الأرض، الرافضة العبيديون -كما ذكرنا- وغيرهم، الذين سلموا البلاد والعباد للصليبيين ولغيرهم، لكن عندما قامت الدعوة، وتحركت الأمة وقام العلماء والخطباء والدعاة في المساجد وفي كل مكان وُجد الجيل التالي الذي كان منه عماد الدين ونور الدين، فإذا قامت الدعوة فلا بد أن تتحمل كل ما ستلقاه، نعم سيوجد من يقاومها لكن يهيئ الله لها أيضاً من ينصرها، وهو على ذلك قدير، وتبدأ المعركة في أول الأمر صعبة وشاقة، وقد تهزم، ولكن في النهاية سيكون هذا الجيل بإذن الله الذي يألف التضحية ويألف الجهاد، ويرفع راية السنة وهو واثق بنصر الله سبحانه وتعالى ستكون العاقبة له، أما الواقع الآن مثله مثل أي واقع، سيذهب، وكل أعداء الله سيضمحلون، وكل ما كان لله يبقى، ومن كان على تقوى الله فسيبقى، قاعدة وسنة لله تعالى في جميع الأوقات والعصور.

في زمن عبد الناصر كنا نقرأ ونسمع كيف كانت أوضاع المسلمين في السجون، وكانت توزع كتيبات كثيرة تتحدث عما يُفعل بالدعاة في مصر، كنا نقول: متى يأتي اليوم الذي تتخلص فيه الأمة من جمال عبد الناصر، ونترقب هلاكه؟ حتى إنه لما مات أذكر أن بعض الطلاب سجد وظل ساجداً لله شكراً حتى إنه لما رفع رأسه كان وجهه كله أحمر، كأنه غير مصدق أن عبد الناصر سيموت، وبعد أن أهلكه الله بفترة، إذا به يذم ويلعن في المنابر التي كان ينفق عليها ويؤسسها.

أقول: نحن لا ننظر للتاريخ ولا نعتبر، مسألة سنتين ثلاث عشر عشرين سنة ليست شيئاً في حساب الدعوة والأمم، بعد عشر سنوات إن شاء الله من الآن كثير من هؤلاء المجرمين سيكونون قد ذهبوا وقضى الله تعالى عليهم بأي شكلٍ من الأشكال، كما قضى على أتاتورك وعبد الناصر وتيوتو واستالين وهتلر وغيرهم، ولكن دينه سيبقى بإذن الله.