للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بداية المؤامرة على المرأة في مصر]

إن أعداء الله إنما ركزوا جهودهم على مصر لأنها الزعيمة، زعيمة العالم الإسلامي حضارياً وثقافياً في تلك الفترة، ولذلك علموا أنه بالقضاء على أخلاقها سوف يصدَّر ذلك الفساد إلى بقية أجزاء الوطن الإسلامي الكبير.

ولما أن قامت هذه الحركة وصارت لها صحف، وصارت لها منتديات وخطباء، وقام من يروج لها من الزعماء والمفكرين -كما يسمون- اضطروا إلى استحداث ما سموه الأحزاب النسائية، ولم تكن في ذلك الوقت -أيها الإخوة- تسمى جمعيات نسائية، وإنما سموها الأحزاب النسائية، ثم رأوا فيما بعد أن هذا الاسم يثير الانتباه، والأفضل أن تسمى جمعيات.

فأنشئت الأحزاب النسائية مثل: حزب بنت النيل، والحزب النسائي، وغير ذلك من الأحزاب.

وهذه الأحزاب تم ضمها فيما بعد إلى الاتحاد النسائي الدولي، ومن ذلك التبعية للاتحادات النسائية الإنجليزية، وكانت إحدى الوزيرات الإنجليزيات هي التي جاءت إلى مصر ونظمت تلك الأحزاب، وأعلنت تأييدها لها ووقوف المرأة الإنجليزية مع أختها -كما قالت- المصرية؛ من أجل تحقيق حريتها وانطلاقتها.

ثم تولى الموضوع مع إطلالة الحرب العالمية الثانية -عندما ظهر الرئيس روزفلت، وكانت أمريكا تريد أن تتزعم العالم، وبدأت شمس بريطانيا في الأفول- زوجة الرئيس روزفلت، وقامت بنفسها وتولت كبر التخطيط للأحزاب النسائية والتمويل لها.

ويقدر الله تعالى أن تختلف الأحزاب السياسية فيما بينها، وكل حزب نسائي يتبع حزباً سياسياً، وإذا ببعضها يفضح بعضاً، وإذا بالصحف السياسية كل منها تنشر الوثائق التي تثبت أن الأحزاب النسائية تمول عن طريق السفارتين: البريطانية والأمريكية، وأن زوجة روزفلت تقف وراء ذلك التوجيه كله.

بلا شك لقد تمت مقاومة هذه الفكرة، وممن بقين على الحياة ممن أصابهن وعيد الله تبارك وتعالى حين قال: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النور:١٩] ممن أصابها هذا العذاب الأليم وبقيت على قيد الحياة أمينة السعيد، فقد قرأت لها قبل فترة تصرخ وتئن، تقول: بعد المجد الذي بنيناه، وبعد التضحيات التي بذلتها المرأة المصرية الآن تصبح (٣٠%) من بنات الجامعة محجبات فضلاً عن اللاتي تركن الجامعة ما هذه الانتكاسة؟! ما هذه الردة والرجعية الجديدة التي بدأت الآن؟! فقلت: صدق الله العظيم {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا} [النور:١٩] يعذبهم الله بفشل مخططاتهم، وفي الآخرة، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى.

هؤلاء الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، خططوا وسيطروا على مجالات كثيرة في شتى بقاع العالم الإسلامي: خططوا للمرأة المتحضرة الجامعية أو المثقفة، وخططوا للمرأة الريفية أو القبلية ببرامج تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة، وبالجمعيات والأحزاب التي تنتشر فروعها في تلك المناطق، وبالمراكز الاجتماعية وأمثالها مما دخل فيه أعداء الله إلى بلاد المسلمين.

وخططوا على مستوى الأدب والشعر، فنشروا الدواوين الماجنة، والأفكار الخبيثة، والكتب الهدامة، وتولى كثير من الشعراء إشاعة موضوع المرأة وقضية المرأة: مثل جميل الزهاوي ومثل الرصافي، ومثل ولي الدين يسن، ومثل الطائر الحداد في تونس، وغير ذلك من الشعراء الذين إذا قرأنا دواوينهم نجد أنهم وضعوا فيها قسماً خاصاً سموه: النسائيات.

ثم تطور الأمر إلى أن يصبح هناك شعراء وكتاب متخصصون في فن الدعارة، متخصصون في إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، ومحاربة الله ورسوله، ومحاربة عرض المرأة المسلمة، وعفاف المرأة المسلمة، وغيرة المرأة المسلمة وغيرة الرجل المسلم، وقالوا: لابد أن تنشأ صحافة نسائية، وأحزاب نسائية، ونقابات نسائية في العالم الإسلامي على طوله وعرضه.