للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم زواج فتاة ملتزمة من شخص غير مستقيم]

السؤال

هذه الأخت تسأل عدة أسئلة -ثلاثة أسئلة- أولاً تقول: تقدم شاب لخطبتي، وهذا الشاب يصلي ويؤدي جميع فرائضه، ولكنه غير ملتزم بالشريعة الإسلامية الالتزام الكامل، أي أنه يسمع الأغاني ويشاهد أفلام الفيديو، بالرغم أنني أنا ملتزمة جداً والحمد لله.

فما حكم الرفض في هذه الحالة؟

الجواب

مثل هذه الأمور -أيها الإخوان- يراعى فيها المصلحة الشرعية لا المصلحة الفردية، فإن تقدم لهذه الفتاة من هو خير منه في دينه فلا شك أنه يجب عليها أن ترفض ذلك العاصي، وأن تتزوج من الشاب التقي، وأما إن لم يتقدم غيره -إن كان هناك في نفس الوقت أمل في إصلاح هذا الشاب، كأن تكون محبته لها وتعلقه بها دافعاً لها بأن تنصحه وتثق وتطمئن بأن الله سبحانه وتعالى سيهديه على يديها- فإنه لا بأس، بشرط أن تبدأ مبدئياً منذ الخطبة في أن تكلمه في هذا الموضوع، وأن تباشر الدعوة معه إلى الله سبحانه وتعالى، فإن من نساء المسلمين من جعلت مهرها إسلام زوجها كما تعلمون ذلك، فالمرأة إذا استطاعت أن تهدي -والله تعالى هو الذي يهدي هداية التوفيق- هذا الشاب فإن لها بذلك الخير والأجر، لا سيما إن كان ذا قرابة ورحم.

وإلا فإن الأصل معلوم لديكم جميعاً، وهو أنه لا يجوز أن تتزوج الفتاة من الفاسق، ولا أيضاً الفتى من الفاسقة، وإنما عليك بذات الدين، فاظفر بذات الدين، وأيضاً عليكِ بذي الدين، فاظفري بذي الدين.