للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[التشبه بالكفار]

السؤال

تقليد الغرب أصبح من الأمور التي نشاهدها في عصرنا هذا، وخاصة بين الشباب الذين لا يعرفون طريق الحق، فمنهم من يقلدهم في أخلاقهم، ومنهم من يقلدهم في ملابسهم، ولذلك فإنني حين أرى هذا المنظر أحزن عليهم، وحينما أريد أن أدعوهم إلى الحق فإنهم يعرضون عن ذلك، فهل نحن مؤاخذون في ذلك، وما هي الطريقة المثلى في دعوتهم؟

الجواب

تقليد الغرب هو عرض وليس هو أصل المرض، ولكن هو عرض من أعراض المرض، وأصل المرض هو أننا لم نعبد الله ولم نؤمن به ونوحده كما أمر، ولهذا تحقق ما قاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه} وكما في الرواية الأخرى: {لو أن أحدهم أتى امرأته على قارعة الطريق لفعلتم} حتى عندما صنعوا أفلاماً جنسية صنع المسلمون أفلاماً جنسية -نسأل الله العفو والعافية- وهذه مصيبة عظيمة إذا وقعت في المسلمين، ولذا قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الذي أشرنا إليه من قبل: {من تشبه بقوم فهو منهم} فمن تشبه بالكفار بعقائدهم وأحوالهم أصبح منهم، ومن تشبه بالأخيار فهو أيضاً منهم، فهذه المصيبة الكبرى التي هي عرض من أعراض المرض الأساسي.

أما بالنسبة لقول الأخ: هل نحن مؤاخذون؟ نعم؛ نحن مؤاخذون إن لم ندعُ إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وهذا الغزو الفكري وهذا الانبهار بحضارة الغرب وعاداته لا يمكن أن يقاوم إلا بعمل وبجهد إيماني قوي ومتواصل، وعلى جميع الجبهات، وعلى جميع المستويات، لأنه مُكثف ومُركَّز، ويستخدم كل الوسائل والطرق، ولا يمكن أن يقاوم بجهود محدودة أو معدودة أبداً، بل المدرسة تنظر إلى الطلاب وإلى حالهم، ونحارب هذا التقليد في البيت، وكذلك الدعاة أئمة المساجد، وكل إنسان كما قال الأخ: يحزن عندما يرى هذا، وهذا الحزن يجب أن يتحول إلى دعوة، بل إلى دعاء أيضاً.

ومن الدعوة: الدعاء وهو أن ندعو الله أن يهديهم، وهذه قضية قد ننساها.

أقول: قد دعوت ونصحت وما استجاب لي، لكن هل دعوت الله بيني وبين ربي سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وهذا الإنسان لا يعلم، اللهم اهدي فلاناً، لماذا لا ندعو الله؟ وخاصة بعض الناس لو هداهم الله لاهتدى على أيديهم كثير، ولسد باب من أبواب الشر على الدعوة، وعلى الإيمان، فندعو الله أن يهديهم سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ونبذل الجهود لهدايتهم، وهذا التقليد وغيره هو مما يجب أن نعالجه، وهذا هو شأننا، وهذا هو طريقنا وسبيلنا كما أمر الله، أن ندعو إليه على بصيرة، وأن نحارب هذه الظواهر السيئة الشاذة بجميع أنواعها.