للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[موقف الإعلام من هذه القضية]

الإعلام الجزائري، ومن تبعه أتى بثلاثة نبيلات -أقواس أطفال- وأربع سكاكين، وثلاثة خناجر، وكذلك هراوتين أو ثلاث، ثم قالوا: هذه وسائل الأصوليين المتطرفين لقلب نظام الحكم، وصوروها في جميع تلفزيونات العالم.

الله أكبر! أين دبابات الجيش وهي تدك المساجد؟ فهل صوروها؟! لا.

فأعجب شيء أن جيشاً يدك عواصم ولا يصور!! ولماذا لم تنقل وسائل الإعلام هذه الصور؟! أين الذين ألقيت عليهم القنابل، والغازات الخانقة، من قنابل أمريكية الصنع، لم تستخدم من قبل؟! وأما كونها أمريكية فهذا يدل على مغزىً آخر، فالمسألة ليست فرنسية فقط، لأنها لم تستطع أن تفعل ما ينبغي، فجاءت أم الكفر، ورأس الصليبية في العالم، وأعطتها قنابل لا تعرفها فرنسا، بل إنها محرمة دولياً، مكتوب عليها (لا تقذف على الأشخاص مباشرةً؟) بل تقذف في الهواء ثم تلقي بالرذاذ؛ فيختنق المتظاهرون، وتسيل دموعهم، فتتفرق المظاهرات، لِم لم يذع عن هذا شيء؟ ولم يتكلم عنه؟ بل إن أمريكا هي التي تدفع ذلك، وتقضي على الديمقراطية بقنابلها، وهي أم الحرية وأم الديمقراطية في العالم!! تذبح الديمقراطية بقنابلها وهي مطمئنة وراضية، لأن الموتى والمختنقين في الجزائر - مسلمون، أما في يوغسلافيا فلا، أو في الصين فلا.

ولذلك عندما فازت الجبهة الإسلامية، قطعت المعونات التي كان من المفترض أن تعطيها السوق الأوروبية المشتركة للجزائر، وذلك حتى يحرجوا الجبهة أمام الناس، ولكنهم استعانوا بالله، وجمعوا الأموال ممن عندهم من الناس، ومن أهل الخير؛ وفتحوا مشاريع خيرية، فأعطوا الفقراء وساعدوهم، في رمضان وفي غير رمضان.

فأحبهم الناس وتنفسوا روح العدالة الإسلامية، فأحبوا الإسلام، وأقبلوا على بيوت الله وعمروها، وانتشر الخير فيما بينهم، وكسدت تجارة الخمور والمخدرات والسينما.

حتى إنه عندما جاءت فرقة غربية إلى الجزائر، أرادت أن تقيم حفلاً غنائياً، وعادت إلى بلادها خائبة، فذهل الغرب من هذا الموقف، ولم يعجبهم ذلك، فماذا صنعوا؟ لقد اشترطوا أن لا تُعطَى جبهة التحرير الحاكمة قروضاً إلا بالقضاء على الجبهة الإسلامية، ولما قضي عليهم، سمعنا الخبر -جميعاً- وهو أنهم أعطوا كل المساعدات التي يريدونها، وكذلك أديت عنهم الديون، لأنهم فعلوا الشيء الذي يطلبه الغرب ويريده، وهو القضاء على هؤلاء! إذاً فالقضية قضية دين، وإيمان، وعقيدة تحارب، وليست جبهة كذا، ولا فلان من الناس ولا علان، فديننا أكبر من كل الأشخاص، وهو أهم عندنا من كل أحد، والقضية التي نتكلم عنها ليست مجرد فلان، أو جبهة، لأنهم إن كانوا من أولياء الله، فالله ولي المتقين، والله ناصرهم ولو بعد حين، وإن كانوا غير ذلك فقد عجلت إليهم بعض ذنوبهم.