للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مصطلح الأمة العربية وعدالة التوزيع]

السؤال

إنسان مسلم ومؤمن وملتزم، لكن يؤمن أن وحدة الأمة العربية خير من الفرقة في ضوء نفاق الدولة، والمشاركة والشورى مطلب الأمة، وعدالة التوزيع بين الأمة واجب ديني؛ فهل هذا يعتبر نقص في إيمانه؟

الجواب

أخشى أن يكون هذا متستراً، وعلى أية حال لا يوجد شيء اسمه الأمة العربية، أين توجد الأمة العربية؟ قبل الإسلام كان يقال: العرب أو قبائل العرب، فإذا صح أن نستخدم مصطلحاتنا الحالية، فنقول: إن الأمة العربية ما كان لها هذا الاسم إلا قبل الإسلام، أما بعد أن بعث الله سيدنا محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالنور المبين، وأنزل عليه الذكر الحكيم، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وأنزل عليه قوله تعالى: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ} [الحج:٧٨] فأصبح اسمنا المسلمين، والعرب جزء من الشعوب المسلمة.

ولم يوجد في تاريخنا -وهذه كتب التاريخ عندنا وكتب الفرق والفقه والآثار وغيرها- شيء اسمه الأمة العربية إلا لما ظهر ساطع الحصري وميشيل عفلق وفارس النمر ومن قبلهم النصارى وأمثالهم جاءوا بهذه الكلمة، وأكثرهم ليسوا عرباً وليسوا أيضاً مسلمين، فجاءوا بهذا المصطلح، فأصبحنا نقول: الأمة العربية، والقضية العربية، والبيت العربي.

فمثلاً جامعة الدول العربية من الذي أنشأها؟ ومن الذي أسسها؟ فكما هو معلوم أنه أنطوني أيزن، الذي كان وزير خارجية بريطانيا ثم أصبح رئيساً لوزرائها، فـ بريطانيا أنشأتها لتضمن لها الهيمنة مثل: الكومنولث، ثم بعد ذلك سلمت أمر المنطقة إلى أمريكا وريثتها في حماية واستعباد المنطقة، فلا يوجد شيء اسمه (الأمة العربية).

ونحن دائماً نخطئ في وسائل الإعلام فنقول: (الأمتان: العربية والإسلامية) فهل جعلها الله أمتين أم أمةً واحدة؟! كل المؤمنون أمة واحدة من لدن آدم عليه السلام، والمسلمون أمه واحدة كمثل الجسد الواحد -كما لا يخفى علينا- ولازلنا كذلك والحمد لله.

وأما أن المشاركة والشورى مطالب الأمة، فهذا ليس فيه نقاش، ولكن هل هي على الطريقة الديموقراطية أم على طريقة الشورى الإسلامية؟ فهذا هو الفرق، فعلينا ألَّا يقودنا الكلام العام إلى الخطأ، ومن خلال ذلك نحتاج إلى تفصيل أكثر فإن كان المطالب بهذا يريد أن تكون عدالة التوزيع والشورى إسلامية، فيوضح ويقول: نريد حكم الله ورسوله، ولا أحد يعترض عليه من المسلمين أبداً، وإن كان يتستر على مطالب الأمة الشورية من أجل الديموقراطية، وإظهار الحزبية التي يريد، يتستر بكلمة عدالة التوزيع من أجل الاشتراكية التي يريد، فنحن برآء منه، وديننا -والحمد لله- واضح ولا يحتاج لهذه الشعارات.