للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الاستعانة بالكفار في القتال]

والعلماء قد ذكروا أنه: إذا كنا في عهد مع عدو، وكنا نأمن غائلتهم، وأردنا أن نحارب عدواً آخر، وأمكننا أن نغلب كل منهما على حدة، في هذه الحالة يجوز أن نستعين بالعدو الذي بيننا وبينه عهد.

مثلاً: أردنا أن نحارب الفرس، ففرح الروم بذلك، فعرضوا مساعدتهم، فإذا كنا قادرين على التغلب عليهم جميعاً؛ ففي هذه الحالة يمكن أن نستعين بالروم على الفرس.

فهذه الحالة ذكرها الفقهاء، وقالوا: إنه بالإمكان الاستعانة للقضاء على عدو آخر، والأمر المهم أننا مهما كانت الظروف والأمور، يجب أن نتقي الله، إذا قلنا: قال الله، أو قال رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو هذا من الدين، أو هذا يجوز، أوهذا لا يجوز، فإنه يجب أن نقف عند كلام العلماء.

ومن العجيب أننا نجد أنهم يخيفوننا، ويقولون: إن المطاوعة سوف يموتون؛ لأن الكمامات الواقية لا يمكن استخدامها مع اللحية، وهذا الكلام تكلم به مسئول في الحاخامية اليهودية -المقر الديني لليهود بإسرائيل- وقالوا: يجب أن تصطحبوا معكم مقصات؛ لأنه في حالة وضع القناع سيكون الأمر صعب مع اللحية.

وأقولها بكل أسف: إسرائيل سكانها كما يقال: ما يقارب أربعة أو خمسة ملايين، وهي مستعدة أن تجند مليون جندي خلال أربع وعشرين ساعة، فالجيش جاهز، والاحتياط جاهز، والكمامات جاهزة، وكل شيء جاهز، فهي أمة تعيش الحرب مع أن الانتفاضة تؤرقها من الداخل، ومع أن اقتصادها منهك ومنهار من الداخل، ومع أن مجتمعها متفكك ومكون من عدة جنسيات، ولديهم مشاكل كثيرة؛ لكنها مستعدة في خلال أربع وعشرين ساعة أن يكون لديها ما يقارب المليون جندي جاهزين لأية حرب.