للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عداوة الروم المستمرة للمسلمين]

الملاحم مع الروم مستمرة إلى قيام الساعة، بل قد أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث عوف بن مالك الأشجعي في صحيح البخاري فقال: {اعدد ستاً قبل قيام الساعة: أولهن موتي، وهدنة ثم هدنة ثم هدنة، ثم يكون بينكم وبين بني الأصفر فينزلون فيأتونكم تحت ثمانين غاية - أي: راية- تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً}، أي: (تسعمائة وستين ألفًا) وفي حديث ضعيف لكن يعتضد بكثرة رواية هذا الحديث وبكونه صحيحاً، يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {ثم تأتيكم الروم بألف ألف، خمسمائة ألف بالبر، وخمسمائة ألف في البحر}.

فالفتن والحروب والملاحم مع الروم ستستمر إلى قيام الساعة، ولن تنتهي؛ حتى يظهر الدجال وعيسى بن مريم عليه السلام، ثم لا يكون بعد ذلك إلا العلامات الكبرى، ونهاية الوجود فيظلون حرباً علينا.

ولكن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد بشر بالنصر عليهم ٠ولله الحمد والمنة- فقال: {تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله لكم، ثم تغزون فارس فيفتحها الله لكم، ثم تغزون الروم فيفتحها الله لكم}، ولكن غزو الروم وحرب الروم بعيد المدى، كما جاء في الحديث -أيضاً- وإن كان فيه ضعف، ولكنه يستند إلى أحاديث الملاحم الكثيرة؛ فيقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {فارس نطحة أو نطحتان، ثم يفتحها الله لكم}، (فارس نطحة أو نطحتان) أي: (القادسية ثم نهاوند) وهي قادسية سعد بن أبي وقاص لا قادسية المجرمين المشركين، فقال: {القادسية ونهاوند، ثم يفتحها الله} -فالحمد لله- قد قضي على ملك كسرى.